اقتصادي تركي: الأتراك يعانون إفقارا جماعيا لم يشهد مثله من قبل
تركيا
قال مدير مركز البحوث الاقتصادية والاجتماعية في جامعة بهتشه شهير، سيف الدين جورسل، أن المجتمع التركي يعاني من عملية إفقار جماعية لم يشهدها من قبل، مؤكدًا أن العديد من العائلات تحتاج إلى عامين على الأقل للوصول إلى مستويات دخلهم التي كانت عليها عام 2019.
وقال جورسل، في حديثه مع الصحفي "أوزجان أرتورك" في صحيفة "سوزجو"، إن عدد المستفيدين من بدلات العمل لوقت قصير يبلغ 3.5 مليون في حين أن عدد الأشخاص الذين حصلوا على إجازة دون أجر وصل إلى 1.7 مليون، مضيفًا " تعزي هذا البيانات إلى بطالة العاملين.
ونتيجة لذلك، يبدو لدينا أن 5.2 مليون شخص يعملون ، لكنهم في الواقع عاطلون عن العمل. تعتمد نسبة البطالة الفعلية في الأشهر المقبلة إلى حد كبير على مصير هؤلاء العاطلين المحتملين، وفقا لما نشره موقع "تركيا الآن".
من ناحية، فقد 2.5 مليون شخص وظائفهم، لكنهم لا يبحثون عن عمل، والأغلبية الساحقة منهم تفتقر إلى دعم الدولة. من ناحية أخرى، هناك 5 ملايين شخص يفترض أنهم يعملون مع دعم منخفض للغاية من الدولة."
وأكد جورسل في تصريحاته أن الأمل الوحيد لتركيا يكمن في الانتعاش النسبي للاقتصاد دون حدوث موجة ثانية من تفشي فيروس "كورونا المستجد" مشددًا في الوقت ذاته أنه ليس من الممكن تجنب الآثار الجانبية للفقر في مجالات رأس المال البشري مثل التعليم والصحة في ظل الظروف الحالية.
وأضاف مدير مركز البحوث الاقتصادية والاجتماعية أن حصة القوى العاملة، وهي مجموع أولئك الذين يعملون في الوظائف إلى جانب الباحثين عن عمل، تتناقص بسرعة حيث انخفض معدل المشاركة في القوى العاملة إلى 47.5% في شهر أبريل المنصرم ليواصل تراجعه المستمر منذ 8 سنوات.
وتطرق جورسل إلى المشاركة القوية للمرأة في القوى العاملة مؤكدًا أنها كانت السبب وراء ارتفاع معدلات القوى العاملة إلى 53.5٪ في مارس 2019.
إلى جانب ذلك، أشار جورسل إلى أن تركيا فقدت الكثير من رأس المال البشري في الأشهر الخمسة الماضية مؤكدًا أنه ليس من الواضح كم الوقت اللازم لاستعادة ذلك، لكن أوضح في الوقت ذاته أنه من الممكن الإجابة على هذا السؤال جزئيًا عندما يتم التدقيق في إحصاءات "معهد الإحصاء التركي"، حيث قال "هناك من لا يبحث عن عمل لأنه لا يوجد أمل في العثور على وظيفة.
وزاد عدد هؤلاء من 800 ألف إلى 1.3 مليون في الفترة من ديسمبر إلى أبريل. هناك أيضًا من هم على استعداد للعمل ولكنهم لا يبحثون عن عمل "لأسباب عائلية مختلفة"؛ معظمهم من النساء. وزاد عددهم من 1.7 مليون إلى 3.1 مليون في نفس الفترة. هناك شباب تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 سنة "لا يدرسون ولا يعملون" ولا يبحثون أيضًا عن فرصة عمل. وزاد عددهم من حوالي 3 ملايين إلى 3 ملايين 400 ألف"
واختتم جورسل تصريحاته مشددًا على أن هناك 2.3 مليون شخص غير مسجلين كعاطلين لأنهم لم يبحثوا عن عمل منذ خمسة أشهر. ونتيجة لذلك، تقترب نسب البطالة غير الخاضعة للمسح الحكومي من 22% إلى 23%.