أساتذة جامعيون: الثانوية بداية مش نهاية.. ولا يصح تصنيف الكليات قمة وقاع
دكتور المحمودي
حالة من الانقسام الدائم بين الطلاب في السنوات الماضية وربما يمتد الأمر إلى سنوات أخرى مقبلة، حول تقسيم الكليات فالبعض منهم يرى أن الالتحاق بكليات القمة يعد هو الحلم الذي تنتهي عنده رحلة التعليم، والبعض الآخر يرى أن "كليات القاع" كما يطلق عليها البعض، يمكن لمن يلتحق بها أن يحقق أهدافا تفوق بكثير كليات القمة.
في هذا التقرير نستعرض آراء عدد من أساتذة الجامعات المصرية، والذي أكدوا أن هناك مفاهيم مغلوطة حول الكليات، وذلك لعدم وضوح الرؤية لبعض الكليات التي تعد مجهولة للطلاب، مشيرين إلى أن الوصمة المجتمعية التي ربطها بعض أفراد المجتمع ببعض الكليات جعلت الطلاب تفر منها.
في هذا الإطار يقول الدكتور شريف نصر مدرس مساعد بقسم اللغات الشرقية بكلية الآداب جامعة القاهرة، إن هناك مفهوما خاطئا، لدى بعض الطلاب حول كلية الآداب، حيث يصنفها البعض على أنها كلية قاع، وفي حقيقة الأمر تم تفنيده منذ زمن بعيد: "أنا كنت جايب 71% ودخلت آداب بفارق 5% مثلا، كان عيني على أقسام اللغات، واختارت اللغة العبرية، وتفوقت فيها وقدرت أثبت نفسي، والتحقت بهيئة التدريس بالكلية".
ويتابع: "فيه أقسام لغات جديدة فتحت، زي الروسي ده غير الصيني اللي موجود بقاله فترة".
وعن قسم اليوناني الحديث يؤكد "نصر" أنه من الأقسام التي تستحق الحديث كثيرا عنها، لما فيه من مزايا عديدة تعود على الدارس: "عندنا برضه قسم الوثائق شعبة المعلومات، ده كويس جدا".
ينصح "نصر" الطلاب بضرورة التفكير في متطلبات سوق العمل أولا قبل التفكير في النظرة المجتمعية للكلية: "الكلية عندنا بتنهض نهضه سريعة جدا، ده غير تحسن تصنيف الجامعة بشكل عام، وتحملها نصف تكاليف الأبحاث الخارجية".
يمسك بطرف الحديث الدكتور أحمد الأهواني، أستاذ متفرغ بقسم الهندسة الكيميائية جامعة القاهرة، ويقول إن السمعة السائدة في مصر هي إن كليات القمة هي نهاية المطاف: "كلام غلط هو اعتبار إن كليات القمة نهاية كل حاجة ومن غيرها الدنيا تقف، مفروض إن اللي بيخاف من الحاجات الصعبة ميدخلش كليات صعبة، أعتقد إن كلية التجارة ممكن توصل لنتائج معقولة"، مشيرا إلى أن كليات اللغات تعد أيضا خيارا مهما للطلبة: "بالنسبة لكلية الهندسة، أغلب الطلبة بتحب كهرباء وميكانيكا، وفيه البعض ممكن يتجه لمدني وده لو حد في الأسرة شغال في مجال له علاقة بالمقاولات".
وأضاف أن هناك أقساما لا يلتفت لها الطلاب: "قسم الهندسة الطبية الطلبة بتعتبره بديل لكهرباء وده قسم جميل لأن الطالب بيدرس كهرباء إلى جانب حاجات تانية في الأجهزة الطبية وكيفية تصنيعها".
وتقول الدكتورة أماني جمعة أستاذ صحة المجتمع بجامعة الفيوم واستشاري مكافحة العدوى، أن مرحلة اختيار الكلية من أصعب وأدق المراحل التي يمر بها طلاب الثانوية العامة، حيث يشكل تحديد الكلية المناسبة واختيارها عبئا كبيرا على الطلاب وأولياء الأمور، على حد سواء، وبين اختيار الكلية بناء على الميول والرغبة الشخصية أو اختيارها بناء على ما يسمح به المجموع يصاب الطلاب بالحيرة والتوتر، ويتسبب سوء الاختيار في الفشل أحيانا، ويجد الطالب نفسه مضطرا للتحويل من كليته إلى أخرى توافق ميوله وقدراته، ولكن يكون هذا بعد خسارته عاما أو اثنين من عمره، ولذلك فإن الاستفادة من خبرات الآخرين مهمة عند اتخاذ مثل هذه الخطوة.
وتشير إلى أن هناك أسسا عامة يجب أن يهتم بها الجميع ومنها ضرورة الاطلاع على نظام الدراسة في الكليات المتاحة للطالب، لأن ذلك هو ما سيحدد الميول الأساسية له وبناء عليه ستكون مؤشرا على نجاحه بها، أيضا يجب أن إدراك أن النجاح لا يتوقف عند مجموع معين، فالنجاح يعتمد فى الأساس على التفوق في أى مجال حتى لو لم يكن يفكر فيها الطالب من قبل، وأن أسس النجاح فى أى مجال تعتمد على الإرادة والإصرار والطموح: "لا بد من النظر إلى احتياجات سوق العمل".
ويقول الدكتور أحمد المحمودى وكيل كلية العلوم بجامعة المنصورة لشؤون التعليم والطلاب، إن كلية العلوم تعد أحد الخيارات المهمة لدى الطلاب لما فيها من أقسام لها مستقبل كبير في سوق العمل: "بالنسبة لطلاب علمي علوم، فيه أقسام الجيولوجيا وكيمياء ونبات وكيمياء حيوية، إلى جانب التكنولوجيا الحيوية، وقسم الكيمياء".
وعن الأقسام المتاحة لطلاب شعبة علمي رياضة فيقول: "لهم إحصاء وفيزياء، واحصاء وعلوم حاسب"، وعن الأقسام التي تقبل شعبتي العلوم يقول إن قسم الجيوفيزياء أحدهم إلى جانب قسمي الفيزياء والكيمياء، وجيولوجيا البترول والتعدين"
وتقول الدكتورة فاطمة محمد الجزار أستاذ مساعد الطب الشرعي بكليةاالطب جامعة طنطا أن اختيار الكلية لابد وأن يتناسب مع الميول والقدرات: "مش استخسار مجموع ومش تلبية لرغبة حد، أي كلية أو دراسة محتاجة مجهود كبير وعشان تثبت نفسك وتتميز وتبدع بها لازم تكون داخلها عن إقتناع، لأن الضمان الوحيد لمستقبل مشرف هو أن تدرس ما تحب، وتتابع:" الجامعة بداية لنجاحات جديدة ولا بد من استغلال الفترة الجامعية في تحقيق نجاحات".