هل تتوقع الطبقة الحاكمة فى لبنان أن يمر «انفجار مرفأ لبنان» مرور الكرام، ويموت أكثر من 150 لبنانياً موتاً مجانياً ويجرح الآلاف دون أن تدفع الثمن؟.
أداء هذه الطبقة يقول ذلك. فالحكومة يعجبها أن تظل رهينة فى يد ميليشيا، وميليشيا حزب الله مصرة على مواصلة طريقها فى خدمة الأهداف الإيرانية، ومجلس النواب لا يراهن على الشارع، بل على المال السياسى والرضاءات الفوقية.
أما الرئيس ميشيل عون فما زال يواصل تنظيراته ويصرخ رافضاً أى تحقيق دولى فى واقعة «الثلاثاء الأسود»، وفى الوقت نفسه لا يريد كشف حقيقة الانفجار الغريب والمريب الذى وقع فى المرفأ.
الطبقة الحاكمة فى لبنان هى التى تريد هدم الدولة بمواصلة سياساتها التخريبية، وبعدم الاعتراف بعجزها عن تحمل مسئوليتها فى حماية أمن وحياة المواطن اللبنانى.
لقد وجدت الحكومة الماء الذى ترشه على المواطن المتظاهر أمام مجلس النواب، فى وقت عجزت فيه عن توفير المياه فى المنازل، ووجدت ثمن قنابل الدخان التى تلقيها على المتظاهرين، فى وقت يذهب فيه المواطنون إلى البنك فلا يجدون ودائعهم.
لقد نجحت الحكومة فى حماية مجلس النواب من حجارة المتظاهرين، فى وقت عجزت فيه عن حماية المواطنين من سقوط البيوت فوق رؤوسهم. طبقة حاكمة بهذا الشكل وبهكذا أداء.. هل يمكن لها أن تستمر؟.
الرئيس اللبنانى يرفض التحقيق الدولى فيما حدث، فى وقت تطالب فيه قوى سياسية -من خارج السلطة- بإجراء هذا التحقيق.
من ناحيته يعلم الشعب اللبنانى أن كل أروقة الحكم، وكذا المعارضة، تقتات على الكذب.
لا أحد يريد أن يكشف حقيقة ما حدث فى لبنان يوم الانفجار الرهيب.
الحقيقة الوحيدة التى يدركها المواطن اللبنانى أن طبقة الحكم لم تعد صالحة للعمل، وأن استمرارها يعنى المزيد من التدمير والتخريب للبنان.
المواطن يريد الحفاظ على الدولة فى وقت يصر فيه الجالسون على كراسى السلطة على تدميرها. الحقيقة فى لبنان تجدها فى الشارع، وليس فى أروقة الحكم.
الشارع الذى يدرك أن المسألة لا تتعلق بتغيير وجوه قديمة بأخرى جديدة، مع استمرار السياسات التخريبية المرتكنة إلى ولاء كل طرف من أطراف السلطة إلى جهة خارجية يعمل فى خدمتها بعيداً عن صالح ومصالح الشعب.
المواطن اللبنانى يدرك أن الحل فى إيجاد معادلة سياسية جديدة قادرة على حماية الدولة الوطنية.
الشعب اللبنانى يستوعب أنه بحاجة إلى عقد اجتماعى جديد يؤسس لدولة جديدة، تحكمها سلطة تفهم أن دورها الحقيقى يتحدد فى حماية المواطن والدولة، سلطة لا يسيطر عليها تجار السياسة الذين حولوا جراحات اللبنانيين إلى «فرح» يتلقون فيه «النقطة» من هذه الدولة أو تلك ثم يضعونها فى جيوبهم، غير آبهين بصرخات المواطنين الذين مات أحبابهم، أو يرقدون فى المستشفيات يعالجون جراحاتهم، أو يبيتون فى الشوارع بعد أن دمر الانفجار بيوتهم.
تجار السياسة فى لبنان لا يأبهون إلا بـ«النقطة».. «نقطة».. و«من أول السطر»