من المهم ألا نقف فقط عند المشاهدة السريعة لصورة مصر الآن، ولكن لإدراك حقيقة ما نعيشه وما نحن ذاهبون إليه ينبغى أن ننظر بتمعن إلى تفاصيل هذه الصورة لنضع أيادينا على معالم الطريق الذى تسير فيه الدولة. والحقيقة المبنية على تفاصيل صورة مصر التى نراها الآن تؤكد أننا أمام دولة تجدد شبابها وتغير دماءها وتفتح شرايين جديدة للحياة، وأرى أن السر هنا يكمن فى معادلة جادة اسمها (عبدالفتاح السيسى). أسترجع هنا حضورى لقاء للرئيس عبدالفتاح السيسى إبان ترشحه لانتخابات الرئاسة 2014 وكلماته التى أطلقها حينها والتى خلت من أى وعود برامجية غير عهد واحد وهو أننا سوف نبنى دولة قوية حديثة، وقتها تساءلت كيف لهذا الرجل أن يعبر هذه الحواجز والمسافات الزمنية ليحقق تعهده ببناء هذه الدولة القوية الحديثة، خصوصاً أننا أمام دولة أنهكتها حالة التخبط الثورى التى بدأت من يناير 2011 وأعقبها تفتت اقتصادى واجتماعى وأخلاقى يجعل مهمة بناء الدولة الحديثة مهمة ثقيلة جداً.
الحقيقة أنه بعد مضى 6 سنوات من حكم الرئيس أستطيع أن أقول إن الرئيس كسب الرهان، فلا أحد ينكر عليه أنه نجح فى تغيير صورة مصر الداخلية والخارجية، استخدم مشرط جراح وليس كلمات سياسى للعلاج الحقيقى والجذرى لمشكلاتنا الاقتصادية والاجتماعية، آمن بأن الدولة لتنتقل يجب أن يعاد تجديد بنيتها التحتية والمرفقية وما لحقها من شبكة طرق ومحاور وكبارى لم تشهدها مصر فى تاريخها الحديث. أشعرنا بأننا أمام رئيس بحجم مصر يتحدث بلسان المصريين وليس بخطابات مستوردة، شاهدناه شامخاً بشموخ مصر وهو يتحدث بمقر الأمم المتحدة أكثر من مرة أمام العالم موجهاً رسالته للجميع بأن مصر الآن دولة فتية قرارها مستقل نابع من إرادة شعبها.
الخلاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وضع مصر فى مكانها الصحيح وعلى المسار الصحيح، وبقى أن يعى كل مصرى أن القضية الآن فى أن نغلّب الفكر الجمعى لمصلحة الدولة والتخلى عن هذه الأفكار الفئوية، وأن نقيم الأمور وما نحن فيه بشكل موضوعى جمعى، دون الذهاب فى طريق تقييم الأمور بمنطق فئوى أو شخصى، إذا تحقق تكون الدولة ناجحة، وإذا لم يتحقق تحكم بالعكس، المطلوب منا جميعاً أن نعين هذا الرجل على استكمال الطريق الذى بدأه وأن نشعره بأن كل المصريين بجواره واثقون فيه وفى رؤيته لمستقبل يستحقه هذا الوطن.