..وهكذا تحول «برج كليبر» إلى غرزة حشيش
التاريخ لا ينسى أحداً، فما فعلته فى دنياك دائماً سيرَد لك حتى ولو بعد موتك، فقد وقف برج كليبر فى وسط القاهرة القديمة شاهداً على جبروت القائد الثانى فى الحملة الفرنسية على مصر حتى آن الأوان للمصريين أن يردوا بطريقتهم على هذا الجبروت.
بعد جمعة الغضب فى يناير 2011 تحول برج كليبر الواقع فى حى الدراسة بالقاهرة القديمة إلى «غرزة حشيش» ولم تستطع الشرطة ولا مفتشو الآثار أن يواجهوا البلطجية، وكان هذا الوقت من أسوأ الأوقات على الآثار المصرية كافة، وليس فقط على برج كليبر فقط، فمنظومة الحفاظ على الآثار المصرية بعد الثورة كانت على المحك؛ فلا شرطة، ولا حتى الشرفاء استطاعوا الوقوف أمام هجمة البلطجية على الآثار.
كبير مهندسى الآثار بالمنطقة، المهندس أشرف حلمى، قال: «طلبنا من الشرطة أن تقف فى مواجهة البلطجية وماقدرتش عليهم يبقى احنا اللى هنقدر عليهم».
بعد محاولات عديدة تمت السيطرة على هذه الغرزة وعاد البرج إلى حوزة الآثار وسط مخاوف من البلطجية حاملى الأسلحة البيضاء حتى لا يعودوا مرة أخرى، ولكن هذه لم تكن آخر الأحداث التى أصابت برج كليبر، فبعد فترة من الهدوء عادت مناوشات البلطجية مرة أخرى ولكن هذه المرة بشكل مختلف.
ويضيف المهندس أشرف حلمى: «برج كليبر، الذى تم ترميمه على مدار العامين السابقين بتكلفة بلغت نحو مليونى جنيه تحول بعد ذلك إلى برج للستالايت، أهالى المنطقة استغلوا الأحداث، وقاموا بهدم أسقف بيوتهم ليرتفعوا بالأدوار فاستأذنوا ليضعوا أطباق الاستقبال على البرج وما باليد حيلة.. اضطرينا نوافق.. هو أسبوع وكل شىء يرجع كما كان»، مبرراً تراخى إدارة المنطقة الأثرية فى مواجهة سكان المنطقة: «مش هينفع نقف قصاد الناس دى دول بلطجية وحتى الشرطة مش قادرة عليهم». بالتأكيد كبير مفتشى المنطقة لن يستطيع فعل شىء تجاه ما يحدث، فهو يخشى بلطجية المنطقة وانتقامهم، ولكن هل مؤسسات الدولة أيضاً تخشى انتقام البلطجية أم أن كليبر وبرجه والمال العام لا يهم أحداً؟