مسعف عن طفلين مصابين بكورونا: أخته قالت له "ما تخافش هنخف ونرجع بسرعة"
ارشيفية
"عمري ما هنسى منظر طفلين مصابين بكورونا، ووالدهم بيودعهم بالشيكولاته والملابس، وبننقلهم لعزل أبوخليفة، وهما متعاونين معنا جدًا، وعايزين يخفوا بسرعة عشان يرجعوا لأسرتهم".. بتلك الكلمات بدأ المسعف محمود عبدالمنعم، 34 عامًا، حديثه إلى " الوطن"، ساردًا ذكرياته مع التعامل مع مصابي الفيروس.
يذكر "عبدالمنعم"، أنه بدأ العمل مسعفًا منذ عام 2008 في الدقهلية ثم بورسعيد، مشيرًا إلى أنه قام بنقل حالات كورونا منذ شهر أبريل الماضي لمستشفيات أبوخليفة بالإسماعيلية، وسموحة بالإسكندرية، والهلال الأحمر بالشرقية.
ويضيف: لن أنسى منظر طفلة عمرها 10 سنوات، وشقيقها 8 سنوات، أثناء نقلهما من مستشفى الحميات بأبوخليفة بالإسماعيلية، حيث وجدنا منهما تعاونًا والتزامًا غير معهود لرغبتهما في الشفاء، وكانت الشقيقة الكبرى تقول لشقيقها "متخافش هنخف ونرجع"، حيث كان والدهما ينتظرهم لتوديعهما على بعد مسافة منهما وأتى إليهما بملابس وشيكولاته.
وقال: "فوجئنا بالتزامهما وتعاونهما معنا رغم صغر سنهما، بينما نقلنا مصابين آخرين كانوا متوترين في بداية الأمر، إلا أن هدأ روعهم وارتدوا الكمامة والجوانتي خشية انتشار الفيروس".
وأردف "عبد المنعم" بالقول "كان لدي رهبة في بداية الأمر، والجمهور كان متعاون معنا، وللأسف الفيروس أصبح منتشرًا، والناس باتت تعلم أعراضه، لكن هناك أشخاص غير مقتنعين بوجود كورونا، وهذه مشكلة كبيرة".
وأضاف: "أنا أب لطفلتين، بالطبع بكون خايف عليهم، لكن قبل نزولي إجازة أجري مسحة خشية انتقال العدوى لأفراد الأسرة، بينما تتخذ زوجتي احتياطات مشددة، وتلتزم بكافة التعليمات حرصا على صحتنا وصحة أطفالنا، وحينما أنزل إجازة ببلغ زوجتي لتذهب لمنزل أسرتها لمدة أسبوع، لحين التأكد من عدم ظهور أعراض علىّ".
ووجه المسعف رسالة للمواطنين قال فيها "كورونا ليس عارًا، فما زال كثيرون يتعاملون مع كورونا على أنه وصمة عار، حيث يخفى البعض المرض أو يخفيه الأهل، وتتأخر الحالة، ثم يحدث التدهور، وينتشر المرض أكثر".