أقباط مصر يحيون ذكرى مقتل 30 ألف مسيحي بالإسكندرية بسبب صراع الكنائس
أساقفة مصر عقدوا مجمعا مجمع خلقيدونية
غلاف كتاب السنكسار
يحيي الأقباط في صلواتهم بالكنائس، اليوم السبت، بحسب "السنكسار الكنسي"، تذكار مقتل ثلاثين ألف مسيحي بمدينة الإسكندرية.
و"السنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم السبت، 23 مسرى لعام 1736 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنَّه في مثل هذا اليوم، تعيد الكنيسة تذكار مقتل ثلاثين ألف مسيحي بمدينة الإسكندرية، في القرن الخامس الميلادي، بسبب الصراع بين الكنائس.
ويشير السنكسار، إلى أنه بعد نفي الملك مرقيانوس، البابا ديسقورس البطريرك الـ25 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إلى جزيرة "غاغرا"، عين "بروتاريوس" بطريركًا عوضًا عنه، رفض أساقفة مصر الاشتراك معه وعقدوا مجمعا ضده وضد مجمع خلقيدونية، كما رفض الأساقفة رسالة أسقف روما "لأون" إلى مجمع خلقيدونية وحرمها الأرثوذكس، كما حرم البابا ديسقورس أيضا بدعة أوطاخي، فاغتاظ "بروتاريوس" وهجم بقوات الحكومة على الأديرة والكنائس ونهبها ثم استولى علي أوقافها فأصبح ذا ثروة كبيرة ومال وافر فانقض عليه اللصوص ليلًا وقتلوه وسلبوا ما وجدوه معه فأرسل أصحابه إلى الملك قائلين: "أن أصحاب ديسقورس هم الذين قتلوا البطريرك الذي عينه الملك" فغضب وأرسل عددًا كبيرًا من الجنود فقتلوا نحو ثلاثين ألف مسيحي.
ويضيف السنكسار، أنه على إثر ذلك مات مرقيانوس وجلس لأون الكبير، فانتهز أساقفة مصر هذه الفرصة ورسموا الأب تيموثاوس بطريركًا على الإسكندرية، وفي الحال جمع مجمعًا وحرم المجمع الخلقدوني فأعلم الهراطقة الملك قائلين: "أن الذين قتلوا بروتاريوس رسموا لهم بطريركا بدون أمر الملك" فغضب ونفاه هو وأخاه أناطوليوس إلى جزيرة غاغرا، فلبث هناك سبع سنوات إلى أن أعاده الملك لأون الصغير، فاتحد مع الأب بطرس الأنطاكي وعقد مجمعًا في العاصمة مؤلفًا من خمسمائة أسقف وحكم برفض أعمال مجمع خلقيدونية، ورفع تقريرا بذلك إلى الملك فقبله وأصدر منشورًا بوجوب التمسك به دون غيره وبذلك اتحدت كراسي الإسكندرية والقسطنطينية وإنطاكية وأورشليم معًا زمانًا طويلًا.
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "13 شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.