أصحاب محال عمارة قصر النيل المنهارة يشكون استمرار إغلاقها: حالنا واقف
علي: ما فيش دخل ومش عارفين مصيرنا إيه
علي محمود صاحب أحد المحلات
اشتكى أصحاب بعض المحال المتضررة من انهيار العقار رقم 50 بشارع قصر النيل، من استمرار إغلاق محالهم رغم مرور نحو 13 يوما على الواقعة، ما أدى إلى وقف حالهم، نظرا لكونها مصدر الدخل الوحيد لهم ولأسرهم، مطالبين بضرورة مساندة الحكومة لهم وإيضاح الإجراءات التي سيتم اتخاذها بشأنهم حتى يتمكنوا من تحديد مصيرهم.
لم يخطر ببال "علي محمود"، صاحب مكتب دعاية وإعلان بالعمارة، 29 عاماً، أن الهزة الأرضية التي شعر بها أثناء تواجده بالمحل سيعقبها انهيار جزء من العقار المرمم حديثاً، حتى سمع صوت ضجيج وصراخ، فانتفض من مجلسه سريعاً تاركاً ما في يديه، ليكتشف الكارثة، التي تسببت في وقف حاله منذ وقتها، على حد تعبيره: "إحنا من يومها وحالنا واقف، ما فيش دخل، ومش عارفين مصيرنا إيه"، موضحاً أن النيابة العامة أصدرت قراراً عقب انهيار العقار بإخلاء كافة المحلات لحين الانتهاء من التحقيقات رغم عدم تضرر محله من الحادثة، مضيفاً بنبرة غاضبة: "إحنا بقينا فجأة في الشارع، ولحد دلوقتي ما حدش وجه لينا أي حاجة ولا قالوا لنا هنفضل على الحال ده لحد إمتى، ولما بنسأل ما بنلاقيش رد".
ويشير "علي" إلى أنه اضطر بعد إغلاق محله للمكوث على المقهى المقابل له لمقابلة الزبائن المتعاقدة معه من ناحية ولإتمام بعض العمل المتراكم عليه من ناحية أخرى.
لم يختلف الحال بالنسبة لـ"حسين ليثي"، صاحب محل خردوات، الذي أكد أن السبب الرئيسي لانهيار العقار قيام أحد أصحاب المحال بهدم حوائط داخلية للعقار لتوسيع محله بعد شرائه أكثر من شقة به، مستغلاً أزمة كورونا وغياب أصحاب المحال المتبقية عن العمارة، وفقاً لكلامه، مشيراً إلى أنه وأصحاب المحال المتضررة، حرروا محضرا في نيابة عابدين لاتهام صاحب محل الملابس بأنه المتسبب الرئيسي في انهيار العمارة التي تم ترميمها وتجديدها من الخارج قبل سنوات قليلة: "هد حوالي 7 حوائط داخلية للعمارة وفيه ناس شافته، بس ما توقعوش إنها هتتهد علينا، وحررنا محاضر ضده، لأن العمارة حالها كان كويس وم كانش فيه أي مؤشر إنها هتقع".
ويتابع "ليثي" الذي يقطن بالعمارة منذ أكثر من 15 عاماً حديثه، قائلاً: "إحنا ما حدش بلغنا باللي هيحصل معانا، فيه ناس بتقول هيهدوا العمارة كلها، وناس قالت هيسيبوا المحلات، وكلام كتير، وإحنا أعصابنا تعبت، لأن ده أكل عيشنا اللي فاتحين بيه بيوت"، مطالباً الدولة بضرورة التدخل لتحديد مصيرهم أما
"وليد حافظ"، صاحب محل خياطة بالطابق الخامس، فيقول إنه فوجئ بمكالمة تليفونية من أحد زملائه يخبره فيها بضرورة التوجه لمحله لانهياره: "ماكنتش مستوعب، جريت لقيت جزء من العمارة منهار، وبعدها الناس قالوا لي إن ده بسبب صاحب محل كسر في الحوائط"، متمنياً سرعة إنهاء الإجراءات ومعاقبة المتسبب في الواقعة.
يستكمل "وليد" الذي ورث المحل من والده، حديثه باكياً: "بروح كل يوم أبص على العمارة وأتحسر على شقا عمرنا وهو بيضيع، كل الأقمشة والخامات بقت تحت الأنقاض، مش عايز غير إني أرجع لأكل عيشنا عشان أعرف أصرف على عيالي وعلى الناس اللي بتشتغل معايا".