حفيد عبدالناصر: الزعيم يعيش في وجدان أنصاره وأعدائه بعد 50 عاماً
جمال عبد الناصر حفيد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر
اعتبر المستشار الاقتصادي، جمال خالد عبدالناصر، حفيد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، أن جده يمثل لغزاً كبيراً بالنسبة له، حيث إنه ما زال يعيش في وجدان أنصاره وأعدائه حتى الآن، رغم مرور 50 عاماً على رحيله.
وقال "جمال الحفيد"، خلال ندوة نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية، بعنوان "عبدالناصر نصف قرن على رحيله"، اليوم الثلاثاء، إنه من المفهوم أن يحتفل أنصار وأحباء عبدالناصر بذكرى رحيله، ولكن من غير المفهوم أن يحرص كثيرون من أعدائه على إعادته إلى الواجهة، باستمرار وهو ما يدل على أنه ما زال يحيا بينهم بأفكاره ومبادئه.
وأضاف أن هذا اللغز ظهر بوضوح عقب "ثورة 25 يناير"، حينما رفع آلاف المتظاهرين صور الزعيم الراحل، ورددوا هتافاته، بالإضافة إلى المشاهد التي شاهدها بعينه في جنازة والده، خالد عبد الناصر، في عام 2011، حيث شهدت الجنازة حضوراً كبيراً، بل وأقام اللبنانيون عزاءً له، إكراماُ لجده.
وأكد "عبد الناصر" أن حب المصريين والعرب لجده لم يتوقف، الذين أحبوه نظراً لانحيازه إلى الفقراء، كما أحبه عدد كبير من شعوب العالم، لمواقفه الإنسانية، ودعمه لحركات التحرر ضد الاستعمار والاستعباد، وضرب مثالاً على ذلك بقوله: "قابلت أحد الأشخاص من الهند، وعبر لي عن حبه لجدي، بسبب دعمه لاستقلال الشعوب، وهو ما أشعرني بالفخر والسعادة".
وأوضح أن جمال عبدالناصر كان ضابطًا في الجيش المصري، وكانت حياته مستقرة، ومستقبله مضموناً، ولكنه غامر بكل ذلك وبحياته، من أجل استقلال مصر، والقضاء على كل أشكال الظلم والفساد، ومساندة الفقراء.
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن علاقات جمال عبدالناصر الخارجية كان يحكمها مبدأ الاستقلال، حيث اختار الانحياز لجميع الحركات التي ظهرت في العالم في ذلك الوقت، وكانت مصر أول دولة تعترف بجمهورية الصين الشعبية، في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية تأخرت كثيراً في الاعتراف بها.
وأكد "يوسف" أن حضور "عبدالناصر" في العالم الثالث كله كان واضحاً، مشيرأً إلى أنه في البداية كان يتحرك في الدوائر العربية والأفريقية والإسلامية، ولكنه مع مرور الوقت أهتم بجميع الدول والحركات الاستقلالية في العالم أجمع.
وأوضح أن أكثر المعترضين على السياسات الخارجية لجمال عبدالناصر، ويتهمونه بأنه كان يبحث عن المتاعب، ولكن هذا اعتقاد خطأ، لأنه كان يسلك الطرق السلمية، ولكن عندما تفرض عليه القيود، كان يرفض، حفاظاً على الاستقلال وعدم الانصياع إلى الشروط.
وقال الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة، إن الطبقة الوسطى في العالم كله، لديها اهتمام خاص بالذاكرة، ولذلك نجد أن صورة جمال عبدالناصر كانت تنتشر في البيوت المصرية، بسبب انحيازه للفقراء والبسطاء.
وأوضح أن مواقع التواصل الاجتماعي تشهد صراعات سياسية متجددة، حول "عبدالناصر"، مع ذكرى نكسة 1967، ويرجع ذلك إلى عدم الإجابة عن الأسئلة الرئيسية في "عصر ناصر" حتى الآن.
وانتقد الناقد طارق الشناوي عدم الاهتمام الإعلامي بذكرى رحيل "ناصر"، سارداً الحركة الغنائية في عصر الزعيم الراحل، التي كانت توجه له، مؤكدًا أن أغلب من كتب هذه الأشعار كان مقتنعاً بها حتى النخاع، والدليل على ذلك استمرارها عقب وفاته، وأوضح أن عبدالناصر كان له اهتمام بالإعلام والفن بشكل عام، وكان يحرص على حضور حفلات "كوكب الشرق"، أم كلثوم.
وأطلقت مكتبة الإسكندرية موقعاً إلكترونياً للرئيس الراحل، وهو أحد المواقع الوثائقية الذي يحصر جميع أنواع الوثائق المتعلقة بالزعيم "ناصر"، وتم بناء الموقع بالتعاون بين مكتبة الإسكندرية ومؤسسة جمال عبدالناصر، ويحتوي على العديد من الوثائق السمعية والبصرية، منها 51 ألفا و251 صورة فوتوغرافية، و1124 "بورتريه"، و1360 خطبة مسجلة ومقروءة، و1190 فيلماً تسجيلياً ووثائقياً، بالإضافة لأغاني الثورة والقصائد الشعرية ومؤلفات عبدالناصر.