جدل بعد دفاع بابا الفاتيكان عن المثليين.. وقس مصري: تصريحاته فُهمت خطأ
بابا الفاتيكان
أثارت تصريحات نقلتها وكالات الأنباء العالمية عن بابا الفاتيكان، تدعو لإقرار قانون لحماية المثليين وتكوينهم أسر، الغضب وعتبره البعض دعما للشذوذ، ومخالفة للتعاليم المسيحية والكتاب المقدس.
بابا الفاتيكان:" للمثليين حق في تكوين أسرة"
وكانت وكالة الأنباء "رويترز" وموقع BBC، نقلا عن بابا الفاتيكان تأكيده أن الأشخاص المثليين، يجب أن يحظوا بحقهم في بناء أسرة، مضيفا في فيلم وثائقي جديد عرض، أنه يجب حمايتهم بقوانين الزواج المدني.
وأوضح البابا: "الأشخاص المثليين يجب أن يكون لديهم الحق لتكوين أسرة، إنهم أبناء الرب ولهم الحق لتكوين عائلة، لا أحد يجب أن يطرد خارجا أو يصبح بائسا بسبب ذلك".
وتابع بابا الفاتيكان: "ما يتعين علينا إنشاءه هو قانون اتحاد مدني، بهذه الطريقة يتم حمايتهم قانونيا، لقد دافعت عن ذلك"، ويحمل الفيلم الوثائقي الذي تحدث فيه اسم "Francesco"، للمخرج اليهودي، يفجيني أفينييفسكي.
القس رفعت: "تصريحات البابا فرانسيس ترجمت بشكل خاطئ"
من جانبه، قال القس رفعت فكري سعيد، رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية، إن جميع الكنائس المصرية تحرم المثلية الجنسية، مؤكدا أنها مرض يجب العلاج منه للمريض الذي أصيب به، وأن الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد اعتبر أن المثلية الجنسية "خطية".
وأضاف "فكري" في تصريحات لـ"الوطن"، أن بابا الفاتيكان لم يقل نصا بأنه يقر بإباحة المثلية الجنسية، بل قال: "إذا كان هناك شخص مريض بالمثلية الجنسية في العائلة فيجب إحتواءه"، علي حد قوله.
وأكد رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية، أن هذا التصريح لا يوجد فيه ما يدعو إلى المثلية الجنسية، بل هي دعوة من بابا الفاتيكان باحتواء المريض بالمثلية الجنسية دون زجره، وأن هذه الظاهرة البغيضة تتواجد على أرض الواقع، ويجب علي أهل المريض الوقوف بجانبه لعلاجه من هذا المرض.
القس مكاريوس: "دستور المسيحية واحد وإن تعددت الطوائف"
في سياق متصل، قال القس مكاريوس قليني، كاهن بالقاهرة ماجستير اللاهوت، إن دستور المسيحية واحد وإن تعددت الطوائف، وإن المثلية الجنسية محرمة في الكتاب المقدس، وهذه القضية حسمها الكتاب المقدس في العهد القديم والجديد؛ لأنها مرض وتدخل بند الخطيئة.
وأضاف في تصريحات لـ"الوطن" أن الحرية في أوروبا تتعدي الحدود؛ إذ يفعل الإنسان الخطايا والخطأ تحت بند الحرية، مضيفا أن هذه الظاهرة بعيدة كل البعد عن الشرق الأوسط؛ لأن الكنيسة والقانون يحرمان ذلك، موضحا أن تصريحات بابا الفاتيكان فقد تواصلت مع الأنبا ابراهيم اسحق بطريرك الكاثوليك في مصر والذي افادني بأن ما تناقلته الصحافة والقنوات العالمية كلام محرف لم يقله البابا بخصوص المثليين، مؤكدا أن البابا لا يستطيع أن يغير شيء من تعليم الكنيسة والحقائق المعلنة في الكتاب المقدس أو التقليد المقدس. لذلك أن ما يقوله البابا خلال مقابلة لا يعد تعليماً رسمياً. لذلك لا يمكن لأحد تغيير تعاليم الكنيسة أبداً وعلينا دائماً الرجوع إلى الكتاب المقدس وكتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية.
مشيرا إلى أن ما قاله البابا فرنسيس جاء خلال فيلم وثائقي وما قاله يختلف اختلافاً شاسعاً عما تم تحريفه وتفسيره. حيث في كلامهم المحرف يقولون ان البابا يغير موقف الكنيسة والفاتيكان من المثليين ويطالب بسن قانون مدني يحق للمثليين أن يتزوجوا ويكوّنوا عائلة، بينما ما قاله بالحقيقة هو التالي: "يحقّ للمثليين أن يكونوا ضمن العائلة. إنهم أبناء الله. ولديهم الحق أن ينتموا لعائلاتهم. لا يمكن طرد أحد من العائلة أو مقاطعته، هذا يجعل الحياة مستحيلة". وأضاف "ما علينا فعله هو قانون التعايش المدني. لديهم الحق في الحصول على حماية قانونية من تصرفات الرفض الاجتماعي. لقد دافعت عن ذلك".
وتابع: هنا في كلام البابا لا ذكر للزواج المدني، وما يطالبه ببساطة هو حمايتهم من الدولة وعدم التعدي عليهم، وأن البابا فرنسيس بكلامه لا يشجع ابداً الزيجات المثلية، بل يقدم فكرته الخاصة لطريقة حمايتهم على أمل أن يعيشوا الحب داخل عائلاتهم والكنيسة من أجل شفائهم وعودتهم إلى قلب الله واسترجاع صورته التي تشوهها الخطيئة حيث خلقنا على صورته ومثاله، وأن تعليم الكنيسة الكاثوليكية بخصوص المثليين، فهي ترفض هذا الزواج.
يذكر أن الكنائس المصرية، الأرثوذكسية، والكاثوليكية، والإنجيلية، لا تعترف بما يعرف بزواج المثليين الذي تعتبره الكنائس "خطية خارج تعاليم الكتاب المقدس"، وأن المثلية الجنسية ليست حقا من حقوق الإنسان.