سباق البيت الأبيض.. دلالة رمزي الحمار والفيل للديمقراطيين والجمهوريين
الفيل والحمار رمزي الحزبين الجمهوري والديمقراطي
أيام قليلة ويحل الثلاثاء الكبير لحسم سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية، فبينما يطمح الجمهوري دونالد ترامب إلى الاستمرار في البيت الأبيض لولاية ثانية، يأمل في المقابل الديمقراطي جون بايدن إلى الإطاحة بالرجل الذي حقق المفاجأة في 2016 وقهر الديمقراطيين عكس سير التوقعات.
الديمقراطيون اختاروا الحمار رمزا لهم للتعبير عن الصمود والقوة
اختار الحزب الديمقراطي "الحمار" ليكون رمزا لهم، حيث أنه يرمز للصبر والقوة، وتحول الحمار بعد ذلك إلى أيقونة سياسية وعلامة تجارية في الولايات المتحدة.
يرجع أصل القصة لعام 1828، عندما سخر مرشح جمهوري من منافسه الديمقراطي أندرو جاكسون، وكان الديمقراطي وقتها قد اختار شعاره "لنترك الشعب يحكم"، ووصفه الجمهوريون بأنه شعار شعبوي ورخيص.
اختار "جاكسون" حمارا رمادي جميل المظهر، ولصق شعار حملته الانتخابية على ظهره، وتجول به وسط القرى والمدن المجاوره له، كدعاية لبرنامجه الانتخابي.
وبعد وفاة وزير حرب جمهوري سابق في حكومة أبراهام لينكون، سارعت الصحف التابعة للديمقراطيين إلى مهاجمته وإهانته، فقام رسام بمجلة "هاربر" الأسبوعية يدعى توماس ناست، برسم حمار أسود كرمز للحزب الديموقراطي، ورسم "ناست" الحمار وهو يركل أسد ميتا، كتعليق سياسي حاد على الموقف.
وبذلك أصبح الحمار منذ عام 1870 رمزا للديمقراطيين، وينظمون مسابقات لأفضل رسم بورتريه له، وأصبحت صورته ترافق شعاراتهم السياسية، بالإضافة إلى طباعة صورته على القمصان والنظارات والقبعات والميداليات وغيرها من الأشياء التي تباع في المؤتمرات الانتخابية للحزب.
الجمهوريون اختاروا الفيل رمزا لهم تعبيرا عن الشراسة والذاكرة القوية
وأما الفيل الجمهوري فهو يتميز بالشراسة والذاكرة القوية، بدأت قصته في 1860، عندما ظهر للمرة الأولى كشعار للحزب الجمهوري، أثناء الدعاية الانتخابية لأبراهام لينكون، وخاض "أبراهام" الانتخابات أملا في توحيد البلاد، حيث أن الولايات في ذلك الوقت شبه مقسمة بين الشمال والجنوب اختلافا حول قضية تحرير العبيد.
وبكاريكاتر آخر للرسام "ناست" أصبح الفيل رمزا للجمهوريين في عام 1874، بعد فوز الديمقراطيين بالأغلبية في مجلس النواب الأمريكي، حيث رسم "ناست" فيلا ضخما مذعورا مكتوب على جسمه "الصوت الجمهوري"، وكان الفيل يجري هربا من حمار الديمقراطيين الذي ارتدى جلد الأسد الميت.
ولم يتضح السبب الرئيسي وراء اختيار "ناست" للفيل ليرمز للجمهوريين، ولكنه قد يكون لضخامة حجمة كناية عن القوة والتأثير، تكرر استخدام رسامين آخرين للفيل كإشارة للحزب الجمهوري.
وواصل "ناست" تطوير رسمه حول قصة الحمار والفيل، حتى أصبحوا الرمزين المعروفين للحزبين السياسيين المتنافسين على مستوى الولايات المتحدة بأكملها.
ومثل الحمار الديمقراطي، قد حظى فيل الجمهوريين باهتمام بالغ في كل المناسبات السياسية، وخاصة في الانتخابات الرئاسية، حيث يجري رسمه على الإعلانات الخاصة بالدعاية الانتخابية بمعالم دقيقة وواضحة ويتم تلوينه بعناية على اللوحات.