من قيادة "تريلا" لطفل المرور.. اللعب للصغار والحبس للكبار
طفل المرور
رغم الكوارث الناتجة عن قيادة الأطفال للسيارات، وموجات الاستياء الواسعة التى تتبع كل واقعة على منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن الآباء لم يتوقفوا عن تلك التصرفات الهمجية، بترك سياراتهم لأبناءهم، رغم أن المسئولية الجنائية تقع عليهم في الأساس لا على الأطفال.
هناك العديد من الجرائم التي وثقتها مقاطع الفيديو لجرائم الأطفال، وكان آخرها فيديو ظهر فيه صبي يقود سيارة ملاكي، وعندما استوقفه أمين شرطة للسؤال عن تراخيص السيارة والقيادة، عامله الطفل بشكل سييء، وصدمه بسيارته وفر هاربًا.
النيابة العامة أشارت في بياناتها بصدد تلك الجرائم، إلى أن الإفراط في تدليل الأطفال والسماح لهم بأشياء لا ينبغي السماح بها، وغض الطرف عما يفعلون من أمور يراها البعض بسيطة، وهي في الأثر عظيمة، ينتهي بانسياقهم إلى جرائم حقيقية، وشخصيات إجرامية غير سوية، فإرضاء الأبناء دون انضباط، ما هو إلا هروب من مسؤولية تعليمهم وتربيتهم وتأديبهم التأديب الصالح الذي يبني شخصياتهم النافعة، ويقيهم الأضرار والشرور.
تهمة تعريض حياة الطفل للخطر، تلك التهمة تنسبها النيابة لوالد الطفل الذي سمح له بقيادة السيارة، وفي 4 أكتوبر الحالي أثار فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر حادث سير فى ميدان سرور بمدينة دمياط، جدلا كبيرا، إذ خرجت سيارة مسرعة يقودها طفل عن الطريق لتصطدم بالرصيف، وتصيب 3 أشخاص، سيدتين وطالبة ثانوي.
أفادت تقارير طبية صادرة عن مستشفى دمياط، عن إصابة سيدتين فى حادث سير، وتم وصول الحالتين للمستشفى، الأولى لسيدة تبلغ من العمر 43 سنة وأخرى 25 سنة، وتبين أن إحدى الحالات كانت تعانى من كدمات شديدة، وتم تثبيتها برقبة عادية للفقرات، أما حالة الشابة التى تبلغ من العمر 25 سنة، تعانى من إصابة شديدة فى الصدر وتجمع دموي، وتم عمل فحوصات كاملة، وتبين وجود شرخ فى الفقرة الظهرية رقم 10".
وفي فيديو آخر ظهرت طفلة تقود سيارة نقل ثقيل على الطريق، وكشفت مصادر أمنية وقت انتشار الفيديو منذ عدة أشهر أن الفيديو المتداول للطفلة التي تقود سيارة نقل ثقيل، قائلا إن الفيديو قديم، وجرت وقائعه في شهر مارس الماضي، ورصدت وزارة الداخلية الفيديو في حينه، وتمكنت من التوصل لوالد الطفلة، وسحبت تراخيص السيارة النقل، ووقع الأب على تعهد بعدم تكرار ذلك.
في 22 مايو الماضي، أمر النائب العام المستشار حماده الصاوي، بتقديم المتهم صابر عطية محمد - محبوسا، ونجله الطفل "أحمد" إلى المحاكمة الجنائية؛ لاتهام الأول بسماحه لنجله الذي لم يبلغ عمره خمس عشرة سنة وتمكينه من قيادة مركبة آلية، وتعريضه بذلك حياة وأمن نجله للخطر، واتهام الأخير بتسببه خطأً في موت أربعة أطفال بإهماله ورعونته وعدم احترازه.
وعدم مراعاته للقوانين والقرارات واللوائح والأنظمة حال قيادته المركبة بسرعة جاوزت الحدَّ الأقصى للسرعة المقررة، وقيادته المركبة دون الحصول على رخصة قيادة، وبسرعة تجاوز الحد الأقصى للسرعة المقررة، وتسببه بإهماله في إتلاف شيء من منقولات الغير.
وفي مساء السادس عشر من شهر مايو الجاري، تلقت الشرطة بلاغًا بوفاة أربعة أطفال لاصطدام سيارة بهم وبدراجة آلية وأخرى هوائية، وأحد أعمدة الإنارة بحي الشيخ حسن -بمركز أبنوب- وبإجراء التحريات، أكدت قيادة المتهم أحمد صابر عطية -الذي يقارب عمره خمسة عشر عامًا- السيارة وقت الحادث وبرفقته آخرين، وأنه قتل المجني عليهم الأربعة خطأ باصطدامه بهم بعد أن اختلت عجلة القيادة من يده وانحرفت السيارة به لقيادتها بسرعة شاهقة.