روشتة نفسية للرئيس القادم
هناك من يرسم في خياله صورة لرئيسه الذي يدعمه، سواء عبر المواقف السياسية، أو الانتماءات التي تصنع للمرشّح التأييد الجماهيري من عدمه .. لكن لعلم النفس رأي آخر، بعيد عن الهوى السياسي، لذا فقد قامت د.طاهرة المغربي، أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة، بوضع روشتة خاصة بالمواصفات التي يجب أن تتوافر في الرئيس الجديد، بناء على التحليل النفسي للكلام الذي قيل على لسان مرشحي الرئاسة في الحوارات التلفزيونية، والإيماءات والحركات التي ظهرت على المرشحين المختلفين على مدار شهور الدعاية الانتخابية.
• لا يلائم منصب رئيس الجمهورية أن يكون سريع الغضب، فلا يصح أن ينفعل سريعاً إن وُجّه له سؤال أغضبه، أو التقى مع شخص يعارضه، لأن من أهم ملامح الصحة النفسية أن يكون متزنا انفعاليا وقادر علي ضبط انفعالاته، وليس كبتها داخلياً.. أي ينتقم في وقت تالي مما استفزه في وقت سابق، لكن من المفترض أن ينظر إلى الأمور من منظور الآخر حتى يعذره (بقدر معين) في أقواله أو مواقفه، وإذا غضب على أمور يمكن أن تكون عادية أو محرجة، فهو غير ماهر وجدانياً ولن يكون بالتالي ماهر اجتماعياً.
• كلنا كمصريين لنا تعبيرات حركية تعبّر عن بعض ما نريده، سواء بالإشارة إلى صحة أمر ما، أو مجرّد التلويح باليدين أثناء الحديث. لكن الأمر يختلف إذا كانت هناك لازمة حركية معيّنة، لأنّ ذلك يعني انتقاص تقدير الآخر له.
• أمّا حركة العينين فلابد على الرئيس أن يكون مُدرّباً على استخدام تعبيرات حركية بسيطة وقليلة في المناسبات المعلنة، حتى لا تكون هناك تفسيرات غير مبررة لحركاته وتعبيراته.
• الاتزان الانفعالي نقطة في غاية الخطورة، وعليها يتحدد كثيراً من مواصفات الشخصية، فيجب أن يكون متزن جداً، وهناك اختبارات وتدربيات نفسية لهذا الأمر؛ لأن الضغوط النفسية الخاصة بهذا المنصب كثيرة ومتعددة المصادر، والاتزان الانفعالي يسمح للتفكير أن يكون منطقياً وصحيّاً، بعيداً عن كل ما هو انفعالي خاطئ.
• في الحوار مع الآخرين، لابد أن يتمتّع رئيس الجمهورية بالذكاء الاجتماعي، أي القدرة على تفسير تصرفات الآخرين تفسيراً دقيقا، وهذا الذكاء يمكّنه من تكوين علاقة جيّدة مع أي محاور، وترك انطباعات جيدة لدى الجمهور، مما قد يصنع له حالة من العلاقة الطيبة مع الجماهير، وخلق ما يُعرف بالكاريزما.
• لا نستطيع الآن تسمية شخص بعينه لنشير إليه قائلين: هذا هو الأكثر اتّزاناً؛ لأن هناك رغبة ملحّة في الفوز، ولم يوجد بعد المحاور المستفز بدهاء؛ ليخرج الضيف عن اتزانه وشعوره .. ولكنني أعتقد أن أكثر المرشحين صدقاً في الحوارات التلفزيونية المختلفة هو عبد المنعم أبو الفتوح.