التعليم تعهدت بتحسين الراتب.. ومعلمو مدارس خاصة: بقى 700 جنيه بالعافية
محمد: زيادة رواتبنا خطوة جيدة طال انتظارها من سنوات
طارق شوقي
بشرى سارة زفّها الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، للمعلمين بالمدارس الخاصة، أمس، خلال الجلسة العامة للبرلمان، بعد مناقشته مع بعض النواب بشأن تدني رواتب المعلمين، إذ أعلن الوزير أنّه سيتم دراسة ظروف وأوضاع المعلمين في المدارس الخاصة، ورفع الحد الأدنى لأجورهم لمساواتهم بمعلمي المدارس الحكومية.
وأغرب بعض المعلمين عن ترحيبهم بتلك الخطوة التي طال انتظارها، فرغم الزيادات السنوية التي تفرضها المدارس الخاصة والدولية على المصروفات الدراسية، إلا أنّهم كانوا يعانون من تدني رواتبهم، بما لا يتناسب مع خبراتهم الطويلة في مجال التدريس، مؤكدين أنّهم ينتظرون بفارغ الصبر تنفيذ القرارات لتحسين أوضاعهم المادية، خاصة بعد إلغاء الدروس الخصوصية واعتماد بعضهم على راتب المدرسة فقط.
"أحمد. ع"، مدرس لغة عربية للمرحلة الثانوية بإحدى المدارس الخاصة، يقول إنّ أغلب معلمي المدارس الخاصة والدولية مهمشون ولا يحصلون على أدنى حقوقهم رغم أنّهم أساس التعليم بها، مبررا ذلك بأنّ ملاك المدارس يسعون للربح دون النظر إلى المعلم الذي يبذل جهدا كبيرا طوال اليوم الدراسي.
ويوضح "أحمد"، الذي يعمل في مجال التدريس منذ 8 سنوات، أنّ المدارس الخاصة لا يهمها سوى الطالب لأنه أساس دخلها، ورغم الزيادات التي تفرضها على أولياء أمورهم سنويا، إلا أنّ رواتب المعلمين بها ثابتة دون أي زيادة، ما يدفعهم من وقت لآخر لتقديم شكاوى لكن دون جدوى، مشيرًا إلى أنّه كان يتمنى حين أصدر الوزير قرارات بشأن المعلمين في المدارس الحكومية، أن يكون لهم نصيبا منها.
أما "محمد. م"، مدرس رياضيات بإحدى مدارس محافظة القاهرة، فقال إنّ قرار الوزير بشأن زيادة رواتبهم خطوة جيدة طال انتظارها من سنوات، حيث يعاني هو وزملاءه في المدرسة من تدني رواتبهم بما لا يتناسب مع خبراتهم التعليمية من ناحية، وظروف المعيشة من ناحية أخرى، ما كان يضطرهم إلى اللجوء للدروس الخصوصية: "العقد اللي بنمضيه المفروض سنوي، لكن إحنا مبناخدش غير مرتب 9 شهور، وفي أزمة كورونا كنا بناخد نص المرتب، ده غير إن مفيش استقرار ولو المدير مش عايزني السنة الجاية هيقول لي مع السلامة، ومحدش هيقدر يغلطه".
ويضيف "محمد"، أنّه بدأ مجال التدريس براتب 250 جنيها، وعلى مدار 7 سنوات وصل راتبه لـ700 جنيه، في حين أنّ الزيادة السنوية التي تضاف لهم لا تتخطى الـ150 جنيها، رغم أنّ المصاريف الدراسية لمدرسته زادت نحو 1000 جنيه لكل طالب، على حد قوله: "مرتبتنا مبتزيدش، وملناش تأمين، وكل سنة يوعدونا بزيادة ومبناخدش حاجة، ده غير إن المدير بيجامل أولياء الأمور على حساب المعلم عشان ميخسرهوش".
لم يختلف الوضع كثيرا بالنسبة لـ"محمود. ق"، الذي يعمل مدرس تاريخ منذ 12 عاما بإحدى المدارس الخاصة، إذ عانى على مدار السنوات الماضية من تدني راتبه، ما اضطره لإعطاء دروس خصوصية للطلبة، وعدم الاعتماد على المدرسة، لكن مع النظام التعليمي الجديد وإلغاء الدروس الخصوصية أصبحوا "على كف عفريت"، مشيرا إلى أنّ تسليط الضوء على أزماتهم من قبل الوزير، جاء في وقته لإيضاح موقفهم له.