م الآخر| "مدفع رمضان".. غباء "الإخوان" وسقوط الثورات العربية
ما إن تصدّرت جماعة الإخوان المشهد السياسي عقب الثورات العربية، حتى أفسدت وجه تلك الثورات، وحوّلت هدفها من الإصلاح والديمقراطية والعدالة الاجتماعية إلى خدمة أهداف الجماعة ومصالحها، ما أدى إلى انتشار التطرف وإحلال الاستبداد باستبداد مثله على الطريقة الإخوانية.
البسطاء من الشعوب العربية كرهوا الثورات بسبب موجة العنف والتطرف والإرهاب والفشل، الذي نشره هؤلاء المتطرفون، فكانت النتيجة هو حنين قطاعات كبيرة من الشعوب العربية إلى الأنظمة القديمة التي ثارت عليها قبل وصول المتطرفين إلى سدة الحكم.
ولعل أقرب مثال ما حدث في سوريا، حيث تحولت المظاهرات السلمية إلى حرب دموية امتدت لثلاث سنوات ودفع ثمنها مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء ما بين قتلى ومشردين ومصابين، بسبب المرتزقة المتطرفين الذين دنسوا الأرض السورية، وهو ما أعطى المبرر للأسد وعائلته- التي تحتكر الحكم منذ عقود- لأن يقنعوا العالم بأن سوريا تواجه مؤامرة إخوانية إرهابية أمريكية، فكانت النتيجة استمرار الأسد في الحكم، ولم تجن سوريا الشقيقة سوى ضياع ثلاث سنوات من عمرها بين الدماء والمعارك والتطرف الأحمق والديكتاتورية العنيدة.