لحوادث الإرهاب فى فرنسا حتى الآن تداعيات، وفى أوروبا ما زالوا يربطون بين الإسلام والعنف. لم يأمر دين بعنف ولا بقتل.. ولا أمر الإسلام بتفجير وذبح!
الإسلام الحقيقى دعوة لصلاح الفرد.. وصلاح المجتمعات. فى التعريف بأن الدين عبادات تصح بها الآخرة.. ومعاملات تصح بها الدنيا. لم يشرع الإسلام دفاعاً عن وجهة نظر بالبندقية أو السكين. لم يحدث أن فرض الإسلام عقيدته بالقوة.. أو غصباً واقتداراً.
صحيح المسلم مطالب بالدفاع عن العقيدة.. لكن لا ضرر ولا ضرار. الضرر فى الفقه الإسلامى هو الأذى.. والضرار هو دفع الأذى بالأذى. نصرة نبى الإسلام على طريقة داعش بالذبح والقتل والتفجير ضرار.. وذبح غير المسلمين بحجة نصرة المسلمين هو دفع للأذى بالأذى.
لو كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حياً بيننا اليوم لما أمر بضرار.. حتى لو كان القتل والذبح والتفجير رداً على رسوم مسيئة لشخصه الكريم.
الإسلام دعوة للتسامح. فارق كبير بين الدعوة الإسلامية بالتى هى أحسن.. وبين أدلجة الدين على طريقة داعش والإخوان والجهاديين. يظهر الهوس عندما تتحول العقيدة فى الأذهان إلى أيديولوجية.. الأيديولوجيات صماء.. لكن الأديان مرنة. لا تتسبب أدلجة الدين فى قطع رؤوس غير المسلمين وحدهم.. وإنما تمتد سكاكين الهوس الدينى فتقطع رؤوس المسلمين أيضاً.
فى مصر، سعى الإخوان لإشعال البلد وقتل الناس فى الشوارع وحرق المبانى بحجة الحفاظ على الدين! سعى الإخوان لاختطاف البلد باسم الإسلام.. ثم لفوا وداروا ودخلوا من الأبواب الخلفية، فقتلوا المصريين فى الشارع.. وزرعوا القنابل المحلية فى الأحياء البسيطة، وعلى محطات الأوتوبيس!
وفى فرنسا، قتلت الأيديولوجية الإسلامية الأبرياء بالسكين.. دفاعاً عن رسوم بالقلم الرصاص والألوان.
صحيح غضبة المسلمين على الإساءة للنبى الكريم واجبة.. لكن حملات القتل والذبح والتفجير وتقطيع أجساد الأبرياء لا يشنها إلا متطرفون.
تفرض الأيديولوجية الدينية تطرّفاً من نوع خاص.. أدلجة الدين تقود بالضرورة إلى مشاعر الكراهية للآخر وعدم القدرة على تقبله أو قبوله.. لذلك تصل الأيديولوجيات الدينية بالمتطرفين إلى الجنون. وعادة ما تخلط الأيديولوجية بين الحقوق المشروعة.. والتطرف فى الدفاع عن الحقوق المشروعة.
لذلك فإن داعش متطرفون قتلة وإرهابيون.. مثلهم مثل الإخوان؛ متطرفون مزايدون.. ونصابون وتجار دين.
لو كان الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه، حياً اليوم، لأقام حد الحرابة على دواعش فرنسا، ولمنع صلى الله عليه وسلم، الإخوان من دخول البلدان الإسلامية. شرعاً.. يستأهل الإخوان تقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو أن يصلبوا أو ينفوا من الأرض.
فى العصور الحديثة لم تعد السيوف والسكاكين أدوات قتال. لا تعرف الشعوب المتمدينة السكاكين إلا فى المطابخ.. وعلى ترابيزات الأكل فى المطاعم.. لكن التطرّف وهوس العقيدة هو الذى جعل الدواعش والإخوان يتعاملون مع البشر بالسكاكين.. دفاعاً عن الدين!