يستيقظ كل يوم مبكرًا.. يرتدي قميصه المكوي بإتقان ليقابل طلابه بشكل مهندم.. يضع كتبه في حقيبته، ثم ينطلق نحو المدرسة التي يعمل بها معلما، ليقضي نحو 6 ساعات في تعليم الطلاب، قبل أن ينتهي من عمله ويذهب لمنزله لتغيير ملابسه سريعا، ليتجه إلى سوبر ماركت، ليس لشراء ما يلزمه من احتياجات يومية، بل ليعمل فيه "بقالا".
إنه إبراهيم العجمي، شاب من منطقة الخانكة بالقليوبية، دفعه طلب الرزق للعمل صباحا مدرسًا، ومساء بقالا، بسوبر ماركت قريب من منزله، حتى يتمكن من توفير ما يلزمه من أموال.
يخرج إبراهيم يوميا في تمام السابعة صباحا للمدرسة، ثم يعود لمحل البقالة بعد العصر، ليعمل به حتى آخر الليل، قبل العودة لمنزله ليخلد للنوم لساعات بسيطة، ليستيقظ في الصباح نشيطا، معاودا الكرّة من جديد في تلك الدائرة المغلقة التي لا يخرج منها سوى يوم الإجازة.
منذ 6 سنوات؛ بدأ الشاب العشريني، العمل في محل البقالة خلال دراسته، فكان يُحضر كتبه ومحاضراته معه إلى المحل، ويذاكر أثناء عمله، إلى أن تخرج من كلية التربية بجامعة بنها، بتقدير عام جيد جدا.
وبعد تخرجه، التحق "إبراهيم" بالعمل في مدرسة بإدارة الخانكة التعليمية، حتى يفيد الطلاب بما تعلمه، ولكن لأنه في بداية المشوار، فلم يكفيه راتبه كمدرس، لذا قرر استكمال عمله كبقال في المكان الذي ساعده على إتمام دراسته.
حقيبة "إبراهيم" عادة ما تحمل بداخلها ملابس عمله في السوبر ماركت، فأغلب الأحيان لا يجد وقتا للعودة إلى منزله من أجل تغيير ملابسه، لذا يضعها معه حتى يستطع مواصلة عمله بسرعة.
ولا يجد المعلم مشكلة في العمل بعد انتهاء المدرسة في مهنة لا تناسب مؤهله الدراسي، إذ تبدو عليه علامات السعادة وهو يقول، "في الصباح أعلم الأولاد وفي المساء أبيع لهم الحلوى، وراضي وبحمد ربنا اللي أكيد شايل ليا الخير قدام".
تعليقات الفيسبوك