الوطن تكشف كواليس لقاء المشير بالأحزاب
علمت "الوطن " من مصادر مطلعة، كواليس لقاء المشير حسين طنطاوي القائد الأعلى للقوات المسلحة بالأحزاب أمس الأول، لبحث سبل الاتفاق على تشكيل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور.
وقالت المصادر، إن المشير أبلغ الأحزاب بأنه كان أمامه العديد من البدائل للخروج من الأزمات التي يواجهها، لكنه لم يخرج عن البدائل القانونية واحترام الدستور وحرص على عدم تدخله بشأن انتقال السلطة أو تشكيل الجمعية التأسيسية، مشددا على أن المجلس العسكري على مسافة واحدة من كل الأطراف.
وأوضح المشير، أنه غير راضي عن كل "التصرفات المنفلتة" التي تشهدها البلاد، لكن القوات المسلحة تحاول التزام أقصى درجات ضبط النفس حتى تتفادى وقوع ضحايا.
وحسب المصادر، شهد الاجتماع العديد من المشادات، بدأت بين الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع، والدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالةـ، لإصرار الأخير على تصور الجماعة بشأن نسبة التصويت في الجمعية، ونشبت أخرى بين العريان والدكتور السعيد كامل رئيس حزب الجبهة، تدخل فيها الفريق سامي عنان عضو المجلس العسكري.
العريان قال، إن هناك مسار من التيارات يريدون اعتراض مصلحة البلاد وتعطيلها، وهو ما رد عليه كامل قائلا، "لا يوجد من بين الحضور من يريد اعتراض مصلحة البلاد فانتم من اعترضتم مسارها في البداية عندما بدأتم بالتعديلات الدستورية وإجراء الانتخابات البرلمانية التي أسفرت عن برلمان مشكوك في شرعيته، كذلك فإن الاستفتاء الخاص بالإعلان الدستوري أجري على أساس ديني وطائفي، وهو الأمر الذي قاطعه عنان بشدة قائلا: "الانتخابات لم تكن طائفية أو عنصرية"، وهو ما قابله بعض الحضور بالاعتراض، مؤكدين أن الشعارات الدينية استخدمت بقوة خلال الانتخابات .
وكشفت المصادر، أن الحوار توقف مرات عديدة بسبب عدم تجاوب حزب الحرية والعدالة، وانقسمت الأحزاب لمجموعات تتناقش فيما بينها بعد تهديد مباشر من المشير بإنهاء الاتفاق على المعايير خلال الاجتماع .
واعترض المشير على اتهام ياسر القاضي عضو مجلس الشعب "مستقل" له بانحيازه للإخوان، ورفضه بشدة، مما جعل الحضور يطالبون النائب بالاعتذار.
وتجنب طنطاوي الحديث عن الحكومة وعن مسار المجلس العسكري عقب تسليم السلطة في 30 يونيو، ورفض بشدة الإجابة على سؤالين في هذا الصدد، قائلا: "لا أريد الحديث عن الحكومة، وفيما يتعلق بمسار القوات المسلحة وموقفها بعد تسليم السلطة فسيعلمه الجميع في وقته" .
وقطع المشير الاجتماع نصف ساعة لإجراء اتصالاته بشأن أحداث السفارة السعودية وتداعياتها وحريق مصنع قويسنا، وتوقف نصف ساعة أخرى لاستراحة الغذاء.
وأعلن الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد انسحابه من الجمعية التأسيسية للدستور بعد إصرار حزب الحرية والعدالة في بداية الاجتماع على "نسبة التصويت"، إلا أنه تراجع بعد تهدئة الحضور له وبدء التوصل لاتفاق.[Quote_1]
وأوصى المشير الأحزاب في نهاية الاجتماع بضرورة تقديم مصلحة البلاد على مصالحهم الحزبية والخاصة ومحاولة كل منهم استيعاب الأخر خلال تنفيذ معايير الجمعية التأسيسية، وهو الأمر الذي دفع عنان لاقتراح تشكيل لجنة تنسيقية للتوافق خلال التطبيق، واتفق الحضور على تشكيل اللجنة من أحزاب الحرية والعدالة والنور والكتلة المصرية والوفد، بالإضافة لمصطفى بكري عضو مجلس الشعب ممثلا عن المستقلين.