أعلنتها 32 دولة.. "الطوارئ المناخية" كارثة تهدد العالم
مساع دولية لتجنب ارتفاع درجات الحرارة بأكثر من 1.5 درجة مئوية
الاحتباس الحراري
عانى العالم خلال العام الماضي، من مجموعة من الكوارث بعد ما كشفت الطبيعة عن وجها الآخر الغاضب في صورة فيضانات أغرقت أوروبا، وأعاصير ضربت شرق أسيا وأفريقيا، وحرائق أشعلت غابات البرازيل وأستراليا، مما يثبت أن التغيرات المناخية كارثة كبيرة قد تهدد استمرار الحياة على كوكب الأرض، ومع معاناة العالم مع أزمة كورونا إلا أن تهديدات تغيير المناخ لم تتباطأ، وكانت نيوزلندا آخر الدول التي أعلنت حالة الطوارئ المناخية، أمس.
وأشارت جاسيندا أردرن رئيسة وزراء نيوزيلندا إلى أن إعلان حالة الطوارئ المناخية يستند إلى نتائج اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التي أكدت ضرورة أن تنخفض الانبعاثات العالمية بشكل كبير لتجنب ارتفاع درجات الحرارة بأكثر من 1.5 درجة مئوية.
ويعتبر إعلان حالة الطوارئ استراتيجية تتبعها الدول للإقرار بوجود طوارئ فيما يتعلق بالمناخ، إنذار شديد للوضع الحالي، ويكون على رأس أولويتها التقليل من التغيرات المناخية، ومواجهة الاحتباس الحراري وخلق حالة من الإلحاح للتصدي لتلك الظواهر من خلال الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والتوسع في إعادة التدوير.
وتنضم نيوزيلندا إلى قائمة ضمن 32 دولة أخرى أعلنت حالة الطوارئ المتعلقة بتغيير المناخ، منها كندا وفرنسا وبريطانيا، وتم إعلان الطوارئ المناخية للمرة الأولى في مدينة داربين في ملبورن الأسترالية عام 2016، حيث كان يقتصر الأمر في البداية على المدن والسلطات المحلية فكان إعلان مجلس مدينة بريستول حالة الطوارئ، عام 2018، أول إعلان من نوعه في أوروبا، حيث صفتها صحيفة "الإندبيندينت" البريطانية، بـ "الحركة الأولى التاريخية"، وبحلول عام 219 أعلنت أكثر من 400 سلطة محلية وبرلمان الطوارئ المناخية.
وكانت إسكتلندا أول دولة تعلن الطوارئ المناخية، حيث أقر البرلمان ذلك في 28 أبريل 2019، ثم تبعها البرلمان البريطاني الذي عمم القرار على كامل بريطانيا في مايو من نفس العام، ومن بعدهم البرلمان الأوروبي في نوفمبر، وتلا ذلك مجموعة كبيرة من الدول منها البرتغال، كندا، فرنسا، الأرجنتين، إسبانيا، النميا، بنجلاديش، بالإضافة إلى البابا فرنسيس بابا الفاتيكان.
وقال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، في الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للمنظمة، أكتوبر الماضي، إن عقارب الساعة بدأت في الدوران.. ويجب علينا أيضا أن نتصالح مع كوكبنا. فحالة الطوارئ المناخية تهدد الحياة نفسها".
وشدد على أهمية أن نعبئ العالم بأسره للوصول إلى الحياد الكربوني، أي الوصول بانبعاثات غازات الدفيئة الصافية إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050، مشيرا إلى تعهد عدد متزايد من البلدان والشركات بالوفاء بهذا الهدف.وقال في مقال سابق: "ورغم سنوات أُنفقت في الكلام، لا تزال الانبعاثات العالمية تصل إلى مستويات قياسية دون أن تكون هناك بوادر تشير إلى أنها بلغت منتهاها ولن تعاود الارتفاع. وبلغ تركيزُ ثاني أكسيد الكربون في غلافنا الجوي أعلى مستوياته على مدى3 ملايين سنة. وكانت السنوات الأربع الأخيرة الأشد حرارة على الإطلاق إذ لم يسبق أن سُجِّل مثلها، وارتفعت درجات الحرارة التي يشهدها القطب الشمالي في فصل الشتاء بمقدار 3 درجات مئوية منذ عام 1900، وما زال مستوى سطح البحر يعلو وما زالت الشعاب المرجانية تموت، وقد بدأنا نلحظ التأثير المدمر لتغير المناخ على الصحة، من خلال تلوث الهواء وموجات الحرارة الشديدة والمخاطر التي تتهدد الأمن الغذائي".