عزيزى الإخوانى.. أعلم أنك تؤمن بأننا نكرهك، كما لم نكره شيئاً من قبل.. وأن ما حدث لك ولإخوانك هو مؤامرة كونية لهدم مشروعك الذى جعلوك تؤمن به.. والذى أتحداك أن تذكر لنا بعض ملامحه!
قديماً سألك بعض الإخوة الصغار فى لقاء الأسرة الأسبوعى: لماذا يكرهوننا؟.. ثم تحول السؤال بعد إرشادات بسيطة منك إلى: لماذا يكرهون الإسلام؟!
يحتاج السؤال إلى إجابة مقنعة لهذا الأخ الصغير.. إجابة غير التى تجيبه بها بصفتك الأخ المسئول..
إجابة لن يجدها عندك.. ولا فى رسائل البنا ولا كتب سيد قطب
ولهذا أردت أن أشرح له ولك.. أخى فى الله.. لهذا نكرهك..
١- تقولون إنكم لا تريدون حرباً أهلية.. وتهللون طرباً إذا مات جندى أو ضابط بقنبلة تم تصنيعها فى منزل أحدكم!!
تقولون إنكم لا تبغون أن تنهار الدولة.. وترقصون فرحاً إذا قرأتم خبراً عن انهيار الاقتصاد..
تقولون إنكم مستهدفون من الإعلام الذى يفبرك عنكم الأخبار الكاذبة.. وفى الوقت نفسه يعلو صوتكم صراخاً، وتملأون صفحات «الفيس بوك» نشراً لأى خبر يشين أعداءكم.. أو من تحسبونهم أعداءكم.. حتى مع علمكم التام بأنه خبر مزيف!
ترون أن مصر بلد جميل.. ولكن فقط عندما تحكمونها.. وإلا فمن الأفضل أن تتحول لرماد!
أردتم أرضاً.. وأردنا وطناً.. وشتان الفارق يا عزيزى!!
أخى فى الله.. نحن نكره الحقد.. ولهذا نكرهك!
٢- يقول «البنا» فى مستهل رسالة التعاليم «هذه رسالتى إلى الإخوان المجاهدين من الإخوان المسلمين.. إلى هؤلاء الإخوان فقط أوجه هذه الكلمات.. أما غير هؤلاء فلهم دروس ومظاهر وإداريات، ولكل وجهة هو موليها».
والنص السابق يحمل إشارة واضحة.. لمفهوم أن من معنا -ومعنا فقط- هو من يستحق النصح والإرشاد!!
أنت من وضعت القاعدة يا عزيزى.. من معكم فقط هو من يستحق.. افترضتم أنكم جند الله.. لذا فكل من دونكم هم أعداء لجند الله.. ولم يكن الأمر ليستغرق وقتاً طويلاً حتى يبدأ حساب «الخوارج» على جند الله!! أخى فى الله.. البعض منا يكره الفاشية.. ولهذا، فهذا البعض تحديداً يكرهك.
٣- قديماً قالوا إن الصدق منجاة.. فى معظم الأحوال.. إلا إذا قرر الأخ المسئول عن الأسرة غير ذلك! ومن وقتها والإخوانى يكذب ويتحرى الكذب.. حتى كتب عند الله كذاباً!
لقد كان القضاء عادلاً وواجب الاحترام حين فزتم بالانتخابات.. ثم أصبح فاسداً واجب التطهير حين أصدر أحكامه ضدكم!!
أعلن رئيسكم أنه يحترم القانون ويؤسس لدولة ديمقراطية.. ثم أصدر إعلاناً دستورياً عجيباً! صاحبته مظاهرات تأييد أعجب..
حتى حين صرح أنه لن يتعرّض لمتظاهر سلمى.. كنتم -وفى التوقيت نفسه- تفضون اعتصام الاتحادية بالقوة! فقتلتم وسحلتم وعذبتم على أبواب القصر..
ثم كانت الخطيئة الكبرى فى حق جماعتكم قبل أن تكون فى حق الوطن.. حين قررتم أن تكونوا فى مرتبة واحدة.. مع كل التيارات المتطرفة.. فى مؤتمر الاستاد الشهير.. بل سمحتم لهم بأن يبثوا أفكارهم المسمومة.. وسط تصفيق الحاضرين.. وعلى رأسهم رئيسكم!
أخى فى الله.. كثيرون يكرهون الكذب.. والأكثر يمقتون الغباء.. ولهذا نكرهك!
أعلم أنك تؤمن بأنك مظلوم!! وأنكم تستمدون بعض القوة من مواساة بعضكم البعض.. وأن نصر الله قريب.. ولكن اسمح لى عزيزى الإخوانى أن أبشرك.. فلا نصر لكم.. لا نصر للانحطاط!
إخوانى فى الله.. تمثلون وجماعتكم مثالاً حياً لكل نقيصة بشرية.. ونحن نكره النقائص، ولهذا لا نحبكم.. ولهذا نكرهكم!!