"رسول السلام" يتصدر تويتر ردا على الجماعات الإرهابية.. والإفتاء: التسامح مبدأ
شوقي علام
دشن عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هاشتاجا بعنوان "رسول السلام"، في حملة لدعم النبي محمد عليه الصلاة السلام، وكيفية تسخيره لخدمة الدعوة الإسلامية على مدار 23 عاما، بشكل يبعد عن العنف والتطرف، الذي تستخدمه الجماعات الإرهابية في الوقت الحالي، لنصره الدين الإسلامي، على حد قولهم.
كما أصدرت "رابطة العالم الإسلامي" فيلما تسجليا بعنوان "نبي الرحمة"، الذي تتضمن "رحلة الرسول الكريم علي مدار 23 عاما قضاها، وذكر الكتب السماوية له بأنه ليس بفظ ولا غيظ، ولا يجزي بالسيئة السيئة، بل يعفو ويصفح".
وتفاعل رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، في هاشتاجا لدعم الرسول الكريم، والرد على الجماعات الإهابية التي تستخدم الدين الإسلامي، لإباحة القتل وسفك الدماء؛ إذ علق حساب يحمل اسم محمد: "ستبقى حالة التناحر والتصارع قائمة بين الأحزاب الإسلامية، وستشتد بمرور الزمن ما لم يتم إصلاح رؤيتنا المشوشة الخاطئة للإسلام، والتعامل معه كرحمة مهداة من الله للعالمين، وليس التعامل معه كفكر سياسي عقيم لا روح فيه خاضع للمعادلات المصلحية المجردة".
وأضاف حساب آخر يحمل اسم طارق: "المتطرفين لا علاقة لهم بالشريعة الإسلامية ومقاصدها الحقيقية، وهدفهم مقاومة الحكومات التي تحكم بلاد المسلمين، وتدعي عدم إقامتها لشرع الله الذي فرض الله على الأمة أن تحتكم إليه في شؤونها كلها، لذلك فإن هؤلاء يسعون إلى تحقيق أهداف سياسية تحت شعارات دينية".
كما علق حساب يحمل اسم عزيز: "كتاب الله عز وجل عندما تحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ذكر أنه جاء يحمل النور للناس جميعا، لينير العقول والقلوب، في قوله تعالى (يَا أيها النبي إنا أرسلنالك شأهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا)".
مفتي الجمهورية: "تسامح النبي شمل أهل الكتاب والمشركين برغم ما فعلوه"
ونشرت دار الإفتاء المصرية سؤالا لأحد المتابعين عبر موقعها الإلكتروني، نصه: "ما هو ردُّكم على من يقول: إنَّ الإسلام كان يدعو للتسامح والتعايش الديني قبل الهجرة، أمَّا بعد الهجرة فتحوَّل لفاشية لا تقبل التعايش؟"
ورد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية على هذه الشبهة، قائلا: "إن ما يثار من شبهات تزعم أن المرحلة المدنية لم تكن على قدر التسامح الذي كانت عليه المرحلة المكية إنما هي ناجمةٌ عن غيابٍ عن وقائع السيرة النبوية، وجهلٍ بأحداثها، أو تعصبٍ مقيتٍ تعامَى أصحابُه عن الحقائق التاريخية التي لا يسع منصفًا إنكارُها".
وأضاف "علام" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حرص منذ اللحظات الأولى له في المدينة على نشر السماحة والتعاون بين ساكنيها، ويتضح هذا جليًّا في المعاهدة التي عقدها، كما كان عليه الصلاة والسلام حَسَنَ المعاشرةِ والتعاملِ مع أهل الكتاب؛ يعطيهم العطايا، ويهدي إليهم، ويعود مرضاهم، ويتفقد محتاجيهم، ويقوم لجنائزهم، ويحضر ولائمهم، وكان يقترض منهم؛ حتى توفي ودرعه مرهونةٌ عند يهودي في المدينة.
وأكد مفتي الجمهورية أن تسامح النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقتصر بعد الهجرة على أهل الكتاب، بل تعداهم إلى المشركين أيضا، مع أنهم كثيرا ما تآمروا عليه وأرادوا قتله؛ حتى أخرجوه من بلده مكة المكرمة وهي أحبُّ بلاد الله إليه، ثم حاربوه بعدَ ذلك في بدرٍ وأحدٍ والخندقِ، وقتلوا آل بيته وأصحابه رضي الله عنهم، وصدُّوه عن البيت الحرام، ومع ذلك كلِّه فقد كان عليه الصلاة والسلام يعاملهم بالحسنى، ويأبى الدعاء عليهم، وقابلهم في مكة بالعفو العام؛ ليعلم الجميع بأن التسامح مبدأ إسلامي لا يتغير.