عائلة «الرفاعى» توفى بالعهد طيلة 200 عام وتقدم طعاماً مجانياً لرواد «الحسين» فى رمضان
منذ حوالى 200 عام، اعتادت عائلة «الرفاعى» أن تقضى شهر رمضان فى رحاب مسجد الحسين، بمجرد أن يهل هلال الشهر الكريم تترك الأسرة الأقصر وتقرر الهجرة المؤقتة إلى القاهرة لإقامة الولائم المجانية للفقراء وعابرى السبيل ورواد مسجد الحسين.
فى إحدى جنبات مسجد الحسين، جلس «الرفاعى»، أحد أفراد العائلة الكبيرة، يردد أبيات مدح فى سيرة سيدنا الإمام على بينما انشغل فى مساعدة العائلة لإعداد طعام الإفطار للصائمين من زائرى مسجد الحسين والمسافرين، لا يخجل «الرفاعى» من الجلوس تحت قدم والدته وهى تتابع طهى «الفاصوليا» فى حلل نحاسية بينما يحاول هو تقطيع الطماطم والفلفل لإعداد طبق السلاطة إلى جوار إخوته الذين يمارس كل منهم مهنة محددة وفاءً بالعهد الذى أخذته «عائلة الرفاعى» فى الأقصر على نفسها منذ 200 عام أو يزيد. «هى بالنسبة لينا زى الهجرة بالظبط، لكننا بنهاجر لربنا شهر عشان نخدم العباد محبة لسيدنا الإمام على وآل البيت».. قالها «الرفاعى» الذى يفخر بأنه سُمى على اسم الجد الأكبر للعائلة.
عائلة الرفاعى من قرية «البغدادية» فى الأقصر، يعود نسبها إلى الإمام الحسين، تعودت منذ قديم الأزل أن يقوم مجموعة منهم بالمشاركة فى رحلة إلى القاهرة هدفها إظهار الحب والطاعة لآل البيت فيقومون، أياً كانت مكانتهم داخل العائلة، بخدمة زوار مسجد الحسين والأماكن المحيطة بهم وتقديم العزومات مجاناً: «أنا مدرس ابتدائى لكن بوفى بالعهد اللى خده علىّ الوالد ومعانا دكاترة ومستشارين، واللى أعرفه من حكايات الجدود أن الرحلة كانت بتاخد شهور فى الإعداد ليها والوصول للقاهرة قبل ما يبقى فيه قطارات». لم ينسَ «الرفاعى» تقليد الوالد بتعليق لوحة قماشية كتب عليها «نجوم الإمام الرفاعى أولاد السيد حسن البكرى» ليعلم الجميع بقدومهم.