في ذكرى ميلاده.. 5 مشاهد من حادث اغتيال السادات
بدأ العرض العسكري الساعة 11 صباحا وتم نقل جثمانه إلى المعادي العسكري
الزعيم الراحل السادات
رغم رحيله منذ 39 عاما، إلا أن اسمه الرنان لا يزال حيا مقترنًا بالنصر والذكاء والقوة واستعادته لأرض سيناء بعد معركة 6 أكتوبر، ليكون الرئيس الراحل محمد أنور السادات، هو الأبرز في احتفالات كل عام بملحمة العبور، وفي ذكرى ميلاد السادات الذي يحل في الخامس والعشرين من ديسمبر، يتحدث عنه باستفاضة أبناء أسرته.
«فقدنا الأب وليس المنصب».. كانت تلك الكلمات الأبرز في حديث أبناء الرئيس الراحل عن ذكرياتهم مع محمد أنور السادات، خلال استضافتهم من الإعلامية لميس الحديدي، في برنامجها «كلمة أخيرة»، المذاع على قناة "ON E" الفضائية في ذكرى نصر أكتوبر الماضي، حيث أكد نجله جمال السادات: «كان أبا حقيقيا، ورغم مشاغله كان عنده وقت لكل واحد فينا»، وقالت نهى السادات، إنها افتقدت كثيرا إحساس الأب بعد استشهاده.
كما احتلت استشهاده جانبا من حديثهم أيضا، حيث تواجد معه في المنصة عدد من أحفاده حينها، منهم شريف حسن مرعي، الذي قال: «كنت موجود في الدور اللي فوق، مكنتش قاعد معاه تحت»، لافتا إلى أنه كان عمره نحو خمس سنوات، ولكنه يتذكر الأجواء جيدا.
بداية الاحتفالات
في 6 أكتوبر 1981، خلال العرض العسكري لذكرى نصر أكتوبر أمام النصب التذكاري للجندي المجهول بمدينة نصر، الذي نقشت عليه الحروف الأولى لأسماء جميع شهداء الحرب، أقيمت احتفالات ضخمة ومختلفة من نوعها بتلك المرة، بحضور الرئيس وقتها محمد أنور السادات بطل الحرب ونائبه محمد حسني مبارك، والمشير أبو غزالة، وعدد من الوزراء وقادة الجيش.
بدأ العرض العسكري 11 صباحا، وجلس في الصف الأول السادات ومبارك على يمينه، والوزير العُماني شبيب بن تيمور مبعوث السلطان قابوس، والمشير عبدالحليم أبو غزالة وزير الدفاع، فيما تسابقت «الفانتوم» في تزيين السماء.
حركة المدفعية
وبعد 75 دقيقة من بدء العرض، قال المذيع الداخلي: «الآن تأتي المدفعية»، ليتقدم قائد طابور المدفعية وحوله راكبو الدراجات النارية، ليتوقف أحدها نتيجة عطل مفاجئ وانزلقت قدم قائدها، ووقع على الأرض، والدراجة فوقه، ليتدخل آخر لمساعدته، وفي ذلك الوقت، توقفت سيارة خالد الإسلامبولي، أمام المنصة ليستكمل الخدعة.
الساعة 12.20 ظهرا، وقف الإسلامبولي بسيارته التي تسحب المدفع الكوري عيار 130مم، أمام المنصة، لينهض السادات ظنا منه أنه يريد تحيته، وأطلق القناص حسين عباس طلقات نارية، استقرت في عنق «بطل السلام»، بينما ألقى الإسلامبولي قنبلة، في مشهد دامي، سيطر عليه الفزع والصراخ وصوت الرئيس الراحل مرددا «غير معقول».
اغتيال السادات
لم يقف الأمر عن ذلك الأمر، حيث اختفى جميع الحضور أسفل مقاعدهم، وكان السادات ما زال واقفا بعد أن تلقى عدة رصاصات، ليوجه الإسلامبولي طلقات أخرى إلى صدره، فيما ألقى القتلة القنابل بمناطق متفرقة.
وسقط السادات على وجهه وسط دمائه، رغم محاولات سكرتيره الخاص فوزي عبدالحافظ حمايته من الرصاص برفع كرسي، وصرخات آخرين لإنقاذه لكنهم لم يكونوا مدركين لوفاته.
الرئيس الراحل لم يكن وحده ضحية تلك الحادث الأليم، حيث سقط إلى جانبه 7 آخرون هم: اللواء أركان حرب حسن علام كبير الياوران وخلفان ناصر محمد، عُماني الجنسية، والمهندس سمير حلمي إبراهيم، والأنبا صموئيل، ومحمد يوسف رشوان المصور الخاص بالرئيس، وسعيد عبدالرؤوف بكر، وشانج لوي ضمن الوفد الصيني المشارك.
القبض على القتلة
وسط تلك الفوضى العارمة والصرخات العالية، ركض القتلة عشوائيا، في اتجاه حي رابعة العدوية، بينما طاردتهم قوات الأمن، ليسقطوا قاتل الرئيس حسين عباس، بعد الوصول إلى زميليه عطا طايل وعبدالحميد عبدالسلام، والإسلامبولي الذي تم إعدامه لاحقا، بالإضافة لعبود الزمر الذي شارك في تخطيط وتنفيذ عملية الاغتيال وصدر عليه حكمان بالسجن في قضية اغتيال السادات بالسجن 25 عاما.
أسرة السادات تودع جثمانه
عقب الحادث تم نقل جثمان الرئيس الراحل إلى مستشفى المعادي العسكري، ليهرول إليها أفراد أسرته وفي مقدمتهم زوجته جيهان السادات، حيث أخبرها الضابط المسؤول بأن الرئيس في حالة جيدة، لكنها لم تصدق ذاك حيث قالت إن الطبيب المكلف بعلاج زوجها أخبرها بكلمة واحدة ونظرات حزينة عن حالة الرئيس: «أنا مش قادر أعمل حاجة»، لتدرك أن السادات توفي.
وأوضحت أنها عندما دخلت الغرفة نائما وعلى وجهه ابتسامة خفيفة، وحوله، والأطباء والممرضات يبكون، قائلة: «أول ما شوفته اترميت عليه ومحستش بنفسي، وبعدين فوقت ولازم أمسك نفسي بقى»، ثم طلبت أن يلقى أبناؤه على الجثمان نظرة أخيرة لوداعه.
وبعد 4 أيام على الحادث، تم عمل جنازة عسكرية وشعبية للسادات، ونقل الجثمان بمروحية عسكرية إلى ساحة العرض حيث تم دفنه، بحضور ما يقرب من 800 قائد من حول العالم من ضمنهم 3 رؤساء أمريكيين سابقين ورئيس وزراء إسرائيل، مناحم بيجن.