قصة 33 كبشا من الكرنك إلى التحرير.. ترميم خاطئ عولج في عام
كباش الكرنك بعد ترميمها
33 كبشا من كباش معبد الكرنك رفع الستار اليوم عن أعمال ترميمها بعد أقل من عام من بدء أعمال الترميم التي سعت لإنقاذها بعدما ظلت لسنوات تعاني في صمت خلف الصرح الأول لمعبد الكرنك بمدينة الأقصر بسبب تسرب المياه الجوفية لقاعدة مفرغة من الطوب الأحمر والأسمنت نقلت إليها في سبعينيات القرن الماضي قبل أن يلتفت المجلس الأعلى للآثار لحالتها السيئة، ويبدأ مشروعا ضخما لترميمها بعد نقل أربعة منها لتتوسط واحدا من أهم ميادين مصر، ميدان التحرير، في انتظار رفع الستار مع افتتاح أعمال تطوير ميدان التحرير ومرور موكب المومياوات.
«السبب المباشر في سوء حالة حفظ تلك الكباش هو تعرضها لأعمال ترميم خاطئة وبمواد غير مناسبة في أوائل السبعينيات عند إنشاء مشروع الصوت والضوء بمعابد الكرنك»، هكذا قال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مشيرا إلى أنها كانت تقع في منطقة مرتفعة المياه السطحية، وأدت أعمال الترميم السابقة لها في امتصاص تلك المياه المحملة بالأملاح، ما ساعد على تفكك روابط الحبيبات الموجودة بالحجر الرملي، وانفصال الجزء السفلي لها تمامًا، بالإضافة إلى نمو الحشائش والفطريات داخل الحجر، وتم ترميم ورفع هذه الكباش على طبقة من الرديم الحديث المغطى بمونة من الأسمنت والطوب الأحمر وقطع صغيرة من الأحجار، الأمر الذي أثر سلبًا عليها، وسمح بتسرب المياه الجوفية، فيما بين الجزء السفلي لها، والوصول إلى القواعد الحجرية الأصلية للكباش، والتي أدت إلى تحويل بعض من أجزائها إلى بودرة رملية، ما ساعد في إحداث ميل لبعض من هذه التماثيل وهبوط في البعض الآخر، بالإضافة إلى انفصال بعض الأجزاء من التماثيل نفسها.
وعن أعمال الترميم قال وزيري إنها شملت طرق التوثيق المختلفة من تصوير فوتوغرافي والرسم لإظهار مظاهر التلف الموجودة على الكباش، ثم بدء تحريك الكباش كل كبش على حدة على مخدات مستوية للبدء في إجراءات ترميمه بالكامل، حيث تمت أعمال الترميم والتنظيف الميكانيكي لإزالة الأتربة، ثم عمليات التقوية باستعمال المواد المخصصة لها والمتعارف عليها عالميا لتقوية الأجزاء الضعيفة؛ أما الأجزاء الكبيرة فتم استعمال الاستانلس المقاوم للصدأ لتجميعها ومن ثم ام تثبيت الكباش في موقعها الجديد.