شقة في الدور الأخير داخل منطقة الساحل بحي شبرا، مفروشة بأثاث بسيط، كانت الهدية التي حصلت عليها أسرة أحمد عبدالفتاح، 55 عاماً، الأب الذي يعيش مع أولاده الثلاثة على «أنتريه» في الشارع، ونشرت «الوطن» قصتهم في 13 ديسمبر 2020، فجاءت الإستجابة سريعة من أحد الجمعيات الخيرية.
الشقة التي حصل عليها «عم أحمد» مكونة من غرفتين مساحتهما صغيرة ومطبخ وحمام، ومفروشة بأثاث بسيط، كل غرفة بها سرير 120 متراً ودولاب صغير، وفي الصالة أنترية وسفرة، وتم طلاء الجدران وتجديدها وتجهيزها، لتكون مأوى لهم تخلصهم من النوم في الشارع.
الأب: مش مصدق نفسي والفرحة مش سيعانا
«أخيراً بقى لينا بيت وهنعيش زي البنى آدمين وهيتقفل علينا باب وهنحس بأمان بدل الرعب اللي كنا عايشين فيه وإحنا في الشارع، والله ما مش مصدق نفسي أنا وعيالي والفرحة مش سيعانا»، بنبرة يملؤها الفرحة، استقبل «أحمد» نبأ حصوله على شقة سكنية له ولأوده فاختلطت كلماته بالدموع: «كان طول الوقت شاغلني ولادي هيكبروا ازاي وشكلهم وسط صحابهم وزمايلهم ايه لما يعرفوا أنهم عايشين في الشارع وبياكلوا من الشارع، دلوقتي هنام وأنا مطمن وهما في حضني ولينا باب مقفول علينا».
أكثر ما كان يخشاه «أحمد» هو ابنته الكبرى «أمنية» والتي تبلغ الـ14 عاماً، بسبب تواجدها ونومها في الشارع على مرأى من الجميع: «كنت خايف لا قدر الله حد يطمع فيها بشكر كل الناس اللي وقفت جانبي أنا وولادي وجميلكم ده على رأسي وهفضل خدام ليكم طول العمر».
الشقة تبرع من جمعية خيرية
وكانت مؤسسة «بسمة الحياة الخيرية» ومديرتها سمر نور، قد تبرعت بهذه الشقة له، وتعاونت مع بعض التطوعين ومنهم سلطان عبدالغفار، لتجهيز وفرّش الشقة بالكامل، وتسلمت الأسرة شقتهم الجديدة اليوم الأربعاء، كما قام محمود حسني، متطوع، بالسعي وعمل معاش تكافل وكرامة لـ«أحمد»، وذلك بالتوجه إلى وزارة التضامن الاجتماعي، وعمل معاش له وصرفه بدءً من الشهر المقبل.
وحصل الأب أيضاً على وعود بالعمل، وخلال أيام قليلة سيتسلم عمله الجديد، ويعود الأبناء إلى مدارسهم ليمارس جميع افراد الأسرة حياتهم بشكل طبيعي.
وكانت «الوطن» أول من تواصلت مع «أحمد» وأسرته، وحاولت مساعدتهم من خلال نشر قصتهم، حيث يعيشون على أنتريه قديم متهالك في الشارع، وكان كل منهم يحصل على 3 ساعات نوم فقط، إذ ينامون بالتناوب، كما يتشاركون بطانية واحدة يحتمون بها من برد الشتاء، ووجبة طعام واحدة يقتسمونها «لقيمات».
الأنتريه القديم تحول إلى نصبة شاى
ورغم فرحته بخلاصه من «الأنتريه»، رفض الأب التخلي عنه، وقرر تحويله إلى مكان يأكل منه لقمة حلال، إذ قام بتنظيفه جيداً وتهيئته لاستقبال الزبائن لشرب الشاي والقهوة، بعد تحويله إلى نصبة شاي، يقوم فيها بإعداد أكواب الشاي مقابل جنيهين للكوب الواحد.
تعليقات الفيسبوك