[1]
لا أمريكا ولا إسرائيل:
اكتشفت النخبة -بعد وقوع الفاس فى الراس- أن الإخوان أنصح من كل القوى السياسية، وأنهم -كإسرائيل- أقوياء بقدر اختلاف وضعف خصومهم. يناورون بأفضل من داعيتهم الألتراساوى محمد بك أبوتريكة، و«يتملينون» بأسرع من «واحد إلى عشرة»، ويتحدثون بغناء كوكب الشرق: «وعودك فى الخيال.. غالية عليا». يركبون كل موجة، ويتحالفون مع كل شياطين السياسة.. من هيلارى إلى نتنياهو، مروراً بأحمدى نجاد، وانتهاءً بخرتية ميدان التحرير، أى ثواره: المهم أن يحكموا. وقد حكموا.. لكنهم بدلاً من تذويب «الجماعة» فى «الدولة» يحاولون «تقييف» الدولة على مقاس «الجماعة». وكلما كانت الدولة «غويطة» -أى «أعمق» على الأقل من مجلس مدينة جاموسة «العياط»، و«مفكوكة»- أى مخها فى قدميها وأنفها فى قفاها ويدها محشورة فى فتحة صندوق النقد.. كلما كانت مهمتهم أسهل. لذا ليس ثمة معنى لسكوتهم على ما يحدث من فوضى وبلطجة وانهيار اقتصادى وانتهاك لحدود مصر وأمنها القومى سوى أنهم كانوا.. «الطرف الثالث»!.
[2]
«نهضتكو» للتجارة والمقاولات:
مصر الآن -واللى ما يشوفش من الغربال يبقى أعمى- مثل كثبان رمل، ويبدو أن «الحاج محمد ناهض» خلاص.. «غرز». الرجل المحترم، الأبيض اللحية والجلباب، المنبسط مثل جناحين محلقين على خضرة الدلتا، الجالس بين «عصره» و«مغربه» تحت صفصافة، محاطاً بكتاتينه وشطاره ومريديه، وأقصى طموحه أن يتعلم فى بلاد برة.. ألبسوه فجأة بدلة الحكم وزفوه زفاً إلى معتقل «العروبة». وبعد انتظارهم الطويل على رصيف المعتقل أفاق المعازيم الذين كانوا قد حملوه على أكتافهم وحطوه حطاً على مقعد الحكم، طالبين حصتهم من «كعكة النهضة»، فخرج عليهم واحد من «قطط المائدة» (المصطلح للمبدع وحيد حامد) ليبلغهم أن الحاج أخذ العروس وسافر إلى الصين ليشحت عليها. لكنهم أصروا وظلوا «متمسمرين» على الرصيف حتى دهمتهم طغمة من حرس الحاج واقتلعتهم مسماراً تلو الآخر، فما كان من المسمار الأخير فى نعش الحاج محمد -أطال الله فى عمره- إلا أن قال لهم ناصحاً: أقترح أن يسلم الحاج «مشروع النهضة» لأحد مقاولى الرئيس السابق مبارك.. لأن من يسرق فى التكلفة أرحم كثيراً ممن يغش فى الأسمنت.
[3]
ما يحكمش:
خرج محمود عبدالعزيز فى (سوق المتعة) من 25 سنة سجناً وهو لا يعرف كيف يعيش حراً، لأنه اعتاد عتمة الزنازين. وعندما وجد نفسه فى مكان مغلق مع «بنت ليل».. وقف يتطلع إليها من بعيد مكتفياً بلذة العادة السرية. الفارق بين مشكلة محمود عبدالعزيز ومشكلة الإخوان أن مصر -طبعاً- ليست «بنت ليل»، وأن الإخوان تزوجوها قسراً، أى على سنة المرشد و«شاطره»، أما وجه الشبه فواضح إلى حد القرف: أكثر من ثمانين عاماً والإخوان يعارضون من «تحت» الأرض ويحلمون بلذة الحكم. فلما حكموا وأصبحوا «فوقها» شرعاً وقانوناً وصندوقاً وميداناً (أو هكذا شبه لهم ولنا) وقفوا يتفرجون عليها من بعيد وهى تتفسخ من عزم النشوة، تاركين لكلابهم المسعورة مهمة حرق دولاب هويتها.. من فستان إلهام شاهين إلى قماش العلم. وهكذا توشك المائة يوم -التى يفترض أن يحدث فيها حمل- على الانتهاء دون أن يفعلوا شيئاً (أو بحمل كاذب فى أفضل الأحوال)، لأنهم اكتفوا من صولجان الحكم بلذة العادة السرية، ولأن من عاش عمره يعارض.. «ما يحكمش».
[4]
فاصل إعلانى:
لازم تعرف وانت بتفتح كيس جامبو إنه حيقعد معاك أطول وقت ممكن: على ما الإخوان يشبعوا بالبلد وتجيلهم تخمة تعمى بصرهم وبصيرتهم زى اللى قبلهم.. وعلى ما النخبة اللى انتخبتهم ودافعت عن «حقهم» فى الحكم تحس بنارهم وتبطل لت وعجن فى سيرة المرحومة «ديمقراطية».. وعلى ما الشعب يتمسكن لحد ما يتمكن من «تمكنهم» ويخلف له «حتة مليونية» تسليه وتملا عليه الميدان.. وعلى ما الدكتور مرسى ينفح المرشد وسام درجة أولى يقعده فى بيته زى ما عمل مع «طنطاويه وعنانه».. وعلى ما «المحظورة» تبقى «منحلة» وتحصل أخوها «الوطنى» فى ليمان طرة.. وعلى ما شباب البتاعة اللى اسمها «ثورة» يعرفوا مين اللى قتل الشهدا وإزاى يجيبوا حقهم.. وعلى ما المواطن العادى يعرف مين الشهدا أصلاً: الوقت يطول وكيس الجامبو مكمل معاك.. افتح.. اقفل.. كل مرة.. الطعم زى أول مرة (مع الاعتذار للنجم أحمد حلمى).