الأزهر: الإسلام رحمة للعالمين ورسالة لمعالجة النوازع البشرية
صلاة الجمعة - صورة أرشيفية
ألقى الدكتور إبراهيم الهدهد، المستشار العلمي للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، والتي دار موضوعها حول سماحة الإسلام من أهم مظاهر عالميته، حيث أكد «الهدهد» على أن رسالة الإسلام الخالدة جاءت للعالم كله بتعدد أعراقه، وتنوع معتقداته، فاتسعت لكل الناس على اختلافهم، لا تقصي أحدا أيا كان.
وأوضح أن رسالة الإسلام كانت دواء يعالج النوازع البشرية الطاغية، لتصون دماء البشر وتكرم حياتهم، وذلك ما جعل الإسلام يسود العالم كله ثمانمائة عاما، يعلم الدنيا علوم الطب كما يعلمهم علوم الشرع، موضحا أن هناك العديد من المظاهر التي تتجلى فيها عالمية الإسلام، والتي من أهمها «سماحة الإسلام»، بما ترسخه من تعامل رشيد مع هذا العالم الفسيح المتنوع، أعراقا ومعتقدات وطبائع بشرية.
سماحة الإسلام
وأوضح خطيب الجامع الأزهر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يطبق أعلى درجات السماحة، بما لايمكن لأحد من البشر أن يبلغها، ثم تابعه السلف الصالح من الصحابة رضوان الله عليهم، يطبقون سماحة الإسلام تطبيقا عالميا، ليقولوا للناس «هذا هو الإسلام الذي جاء رحمة لجميع العالمين»، لم يستثن منهم أحدا.
التسامح مع الوثنيين
وأضاف الهدهد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يتسامح حتى مع الوثنيين الذين لا يؤمنون برسول ولا بنبي ومنهم سهيل بن عمرو، الذي كان من قادة قريش، وكان أسيرا في بدر، وهو ممن عرفوا بحسن البيان والخطابة، وكان يحمس المشركين على قتال الرسول صلى الله عليه وسلم، وعندما أخذه المسلمون أسيرا كان من رأي عمر بن الخطاب أن تنزع ثنية -وهي الأسنان الأمامية-؛ لئلا يقف خطيبا ضد المسلمين بعد ذلك؛ فقال: «يا رسول الله، دعني أنزع ثنيتي سهيل بن عمرو، فلا يقوم عليك خطيبا في موطن أبدا».
ورفض رسول الله هذا الأمر، وتظهر نبوءة جديدة لرسول الله في هذا الموقف، حين قال: «عسى أن يقوم مقاما لا تذمه»، وقد حدث هذا عندما ارتدت العرب، فقد وقف سهيل وخطب في الناس وثبتهم على الإسلام في مكة المكرمة، وكان مما قال: «إن ذلك لم يزد الإسلام إلا قوة؛ فثبت الناس في مكة على الإسلام».