هل الوطن حفنة من تراب؟.. «الإفتاء» تجيب
دار الإفتاء المصرية- صورة أرشيفية
أكدت دار الإفتاء المصرية، أنّ حب الوطن والحنين إليه دليل الكمال الإنساني، وأنّ النبي حن قلبه إلى وطنه مكة، فالوطن لم يكن أبدا حفنة من تراب، بل هو شعب له تاريخ وحضارة، هو انتصارات الإنسان على أرضه يصنع بها مكانا إقليميا ومكانة سياسية، وتأثير فكري وعطاء حضاري، وهو رجال ونساء صنعوا ذاكرة الوطن على مستوى النضال الوطني والكفاح العسكري والتقدم الاقتصادي والإنتاج العلمي والثقافي في مختلف العلوم والفنون.
الوطن حفنة من تراب
وأضافت الدار، في فيديو موشن جرافيك، أنّ حب الوطن والحنين إليه لم يكن يوما نقصا في المروءة، بل كان دليل الكمال الإنساني، واستدلت الدار بقول النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر من وطنه: «اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد».
وأوضحت الدار في فيديو الرسوم المتحركة، أنّ حنين النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى وطنه ما كان إلا لشدة شوقه هو وأصحابه إليه، واستدلت بما رواه الدينوري عن الأصمعي قال: «إذا أردت أن تعرف الرجل؛ فانظر كيف تحننه إلى أوطانه!».
لينك الفيديو من هنا
فضل جند مصر
في سياق متصل، نشرت دار الإفتاء المصرية تقرير عبر موقعها الرسمي حول حديث عمر بن الخطاب في فضل جند مصر، إذ أكدت الدار أنّه وردت هذه الأحاديث بأكثر ألفاظها في خطبة عمرو بن العاص رضي الله عنه، وهي خطبة ثابتة مقبولة صحيحة بشواهدها، رواها أهل مصر وقبلوها، ولم يتسلط عليها بالإنكار أو التضعيف أحد ينسب إلى العلم في قديم الدهر أو حديثه، ولا عبرة بمن يردها أو يطعن فيها هوى أو جهلا.
ونصها كما ذكره سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه في رواية الخطبة التي فيها وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأهل مصر خيرا، عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إن الله سيفتح عليكم بعدي مصر، فاستوصوا بقبطها خيرا؛ فإن لكم منهم صهرا وذمة».
وفي رواية أخرى عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فتح عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض»، فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: ولم يا رسول الله؟ قال: «لأنهم وأزواجهم وأبناءهم في رباط إلى يوم القيامة».
أوضحت الدار أنّ حديث سيدنا عمر رضي الله عنه في خطبته أنّ جنود مصر خير أجناد الأرض حديث صحيح المعنى مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثابت بروايات كثيرة يقوي بعضها بعضا، وقد تلقاه علماء الأمة بالقبول على مر العصور.