تداعيات إحالة النائب عبدالعليم داوود إلى لجنة القيم مستمرة. على مواقع التواصل، بعضهم قالب الدنيا للآن.. وداوود نفسه يميل للتصعيد. بعضهم يرى أن إحالته للقيم مفاجأة.. فى غير محلها.
لكن إن جيت للحق، محاسبة داوود لا هى ضد الديمقراطية.. ولا هى ضد الحريات. البرلمان بادئ ضابط نفسه.. وإظهار المستشار الجبالى العين الحمراء فى ظرف يستدعى.. بداية موفّقة.
على السوشيال، اعترض داوود على الإحالة للقيم، محتجاً بالمادة 112.. لكن الاحتجاج فى غير محله، صحيح أن المادة المذكورة تمنع السلطات من المحاسبة على ما يُقال تحت القبة.. لكن المادة المذكورة لا تمنع البرلمان من محاسبة أعضائه.
غلطة ووقع فيها عبدالعليم داوود ولم يكن لها أن تمر.. وصفه نواباً بالتابعين لأحزاب كراتين الزيت والسكر كلام لا يجوز.. لأن نواب النهارده غير نواب زمن فات.. وهذا البرلمان أيضاًً غير برلمانات زمن فات.
لجوء داوود إلى مواقع التواصل تصرف غريب على برلمان جديد فى عصر جديد.. لكن تقول إيه.. يموت الزمار، وعبدالعليم معروف من أيام زمان.. وقتما كانت الشوشرة طريقة.. وضرب النار فى الهواء أسلوباً.
هل نعيدها سيرة نواب عينهم على التريند؟ الإجابة: لا طبعاً صعب.. ومش مطلوب.. ومش ممكن.
بدايات البرلمان الأسبوع الماضى مبشّرة.. وقوية، استدعاء الوزراء اثنين اثنين بكشف حساب دلالة على مرحلة نحن فى حاجة إليها. الرقابة النيابية على الوزارة أساس.. وعودة الوزير للمثول أمام البرلمان دفاعاً عن سياسته.. ومناقشة خطته عود أحمد.
لكن مناقشة وزير التعليم كانت أكثر صخباً.. وإن جيت للحق كانت وتيرة حساب الدكتور طارق شوقى عالية أكثر من اللازم.
وزير التعليم صاحب مشروع سار خطوات فيه.. وقطع مسافات. إصلاح منظومة التعليم لن تتم بين يوم وليلة ولا يتوقع مرورها سهلة.
لا خلاف على ضرورات إصلاح التعليم، وعلى الرقابة على وسائل الإصلاح.. لكن -إن جيت للحق مرة ثانية- مطالبة بعض النواب بطرح مشروع إصلاح التعليم على أولياء الأمور كانت غير موفقة.
تستهدف سياسات وزارة التعليم (طالباً فاهماً.. وتلميذاً مبتكراً).. بينما مطالبات أولياء الأمور لا تتعدى (طالباً ناجحاً.. وتلميذاً يعدى السنة)!
يسعى طارق شوقى إلى حلول جذرية لأزمات المنظومة، بينما نظرة أولياء الأمور شديدة الخصوصية.. وأكثر الأمنيات فى (طالب ينفد).. ومالوش فى اللى بعده.. أو ابنى ومن بعده الطوفان!
العمليات الجراحية فى حاجة إلى قرارات جريئة.. لكن فلسفة أولياء الأمور -للإنصاف- لن تجتمع على الجرأة المطلوبة. لو أن هناك من يتوقع بلورة وجهة نظر واضحة بطرح إصلاح التعليم على أولياء الأمر.. فهذا معناه أن هناك من يتوقع استقرار جروبات «الماميز» على رأى واحد.
هل هناك من يتصور أن ترك سياسة إصلاح التعليم لجروبات الماميز حل؟!
مش هينفع!