مفكر روسي: الرأسمالية تهالكت ولم يعد لها مكان في النظام العالمي
«فورسوف»: عالم ما بعد الرأسمالية يتشكل.. والعالم سيتقاسم الموارد
أندريه فورسوف
قال المفكر والمؤرخ الروسي أندريه فورسوف، مدير مركز الدراسات الروسية في معهد البحوث الأساسية والتطبيقية، إن النظام الرأسمالي يقوم على تحقيق هدفين، الأول هو تضخم رؤوس الأموال، وهذا هدف طويل الأمد، والثاني هو تركز رؤوس الأموال والموارد في يد فئة بالمجتمع.
وذكر أنه حينما يقل الدخل في الدول يسيطر الرأسماليون على كل الموارد الداخلية بالدولة، ويستغلون اليد العاملة الرخيصة والموارد الطبيعية، مشددًا على أن العالم يتشكل من جديد فيما يعرف بـ«عالم ما بعد الرأسمالية».
عوائق كبيرة أمام الرأسمالية
وأضاف «فورسوف» في حواره مع الإعلامي عمرو عبدالحميد، مقدم برنامج «رأي عام»، الذي يعرض عبر شاشة «TEN»: «بعدما انهار الاتحاد السوفيتي هاجمت الرأسمالية روسيا، واستنفذت العديد من الموارد بداخلها، ما شكل مشكلة اجتماعية كبيرة، وبالتالي فإن مهمتها انتهت في العالم، وأصبح هناك عوائق كبيرة منها الدولة والنخب السياسية والمجتمعات المدنية التي تستطيع أن تعيق بشكل كبير تلك الاتجاهات الرأسمالية التي تنهش في المجتمعات».
المعلوماتية حلت محل الرأسمالية
وتابع، أنه مع الثورات الصناعية والمعلوماتية لا يستطيع رأس المال أن يقف أمام التطور الهائل لسيل المجتمعات، مشيرًا إلى أن النظام الرأسمالي تهالك وتقادم ولم يعد له مكان مجتمع في النظام العالمي الحديث.
وأردف، أن «المعلوماتية» حلت محل الرأسمالية، مثل منصات التواصل الاجتماعي التي لا تدعمها الرأسمالية بأي شكل من الأشكال.
وحول النظام البديل للرأسمالية، قال: «بعد الرأسمالية سيكون هناك الاقتصاد القائم على توزيع الموارد، ما يعني أنه لن تكون هناك الآلات الاقتصادية وأساليب السوق التي درسناها في الكتب، والماركسية الجديدة تعود بشكل كبير، لأن ماركس استطاع أن يؤسس حكومة عالمية بأسس يمكن تطبيقها الآن، لقد كان يتوجه للشعب والطبقة البورجوازية وكان يشرك كل أطياف المجتمع في اتخاذ القرارات»ز
وأضاف «نظن أن النخب الحاكمة ستتجه إلى هذا المنهج وإذا نظرنا إلى تعامل دول العالم بتناسق مع جائحة كورونا، فإننا سنحصل على شكل العالم الجديد بعد الجائحة وسوف يكون تعاملا مختلفا مع الموارد وسلوك الأفراد والتحكم فيهم وبالتالي فإن العالم سيتقاسم الاقتصاد».