«نكبة البرامكة».. قصة وزراء هارون الرشيد وقضاء الخليفة العباسي عليهم
في مثل هذا اليوم .. أطاح هارون الرشيد بوزرائه في نكبة البرامكة
تحل اليوم 29 يناير ذكري واقعة القضاء على وزراء الخليفة العباسي هارون الرشيد من البراكمة، والتي يتذكرها التاريخ بمسمي «نكبة البرامكة»، حيث استيقظ وزراء الخليفة في هذا اليوم، على أصوات جنود هارون الرشيد الذين يلقون القبض عليم بأمر الخليفة والزج بهم في السجن بعد أن كانوا أولي الأمر في دولة خليفة بني العباس.
يحكي عبد الغني هندي عضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية، أحد المهتمين بالتاريخ العباسي، الواقعة بقوله إن البرامكة أصولهم مجوسية وكان جدهم الأكبر خادم المعابد المجوسية، وحينما دخلوا الإسلام، كان لهم شأن كبير خاصة في دولة بني العباس، وهم من قاموا بتربية الخليفة العباسي هارون الرشيد، وساعدوا في توليه الحكم، بعد وفاة أخيه الهادي، وتعاظم نفوذهم في فترة حكم الخليفة الخامس في العهدة العباسية، حتي استشعر هارون محاولتهم لإبداء الفتنة بين نجليه محمد الأمين وعبد الله المأمون، فقام بالقبض على يحي البرمكي، وجعفر البرمكي الوزير المقرب لهارون ثم القبض على الفضل بن يحيى شقيق هارون في الرضاعة.
الصراع السياسي على ولي العهد
وأضاف «هندي» أن السبب الرئيسي في القضاء على البرامكة والمعروفة حتى الآن بنكبة البرامكة، تلك الصراع السياسي الذي نشب بين زبيدة زوج هارون الرشيد والتي سعت جاهدة لمبايعة نجلها محمد الأمين وليا للعهد، ودعمها في ذلك بني جلدتها من بني هاشم وبني العباس، في مقابل دعم كامل من البرامكة لنجل هارون الرشيد الآخر عبد الله المامون والذي نشأ في كنفهم وقاموا بتربيته.
خطة القضاء على البرامكة
أوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن الصراع بين البرامكة حول ولي عهد الخليفة خاصة مع مبايعة محمد الأمين وليا للعهد ثم سعيهم لجعل عبد الله المأمون وليا لولي العهد، ثم مساعي لإقصاء محمد الأمين وإعلام المأمون، والتحكم في البلاط والقصر وإقصاء شخصيات وتقريب آخرين وعدم تنفيذ تكليفات الخليفة، جعل هارون الرشيد يتجه لنكبة البرامكة للحفاظ على الخلافة والعرش، فعمل علي إقصاء تعاظم نفوذ البرامكة، واستخدم عنصر المفاجأة؛ حتى يلحق بهم الضربة القاضية، حيث استقيظ بني البراكمة يوم السبت 29 يناير لعام 803 ميلاديا على صوت جنود هارون الرشيد يقلون القبض عليهم حيث تم إعدام الوزير المقرب جعفر ثم يحيى البرمكي ثم الفضل بن يحيى وقضى على البرامكة في يوم واحد وأنهى أسطورتهم وقوتهم.