فهمي الخولي.. رحلة فنية ثرية يُكتب لها مشهد النهاية
فهمي الخولي
رحل المخرج فهمي الخولي، عن عالمنا قبل قليل، إثر تعرضه لأزمة صحية في الفترة الأخيرة، أودت بحياته.
ويعد فهمي الخولي، هو واحدٌ من رموز المسرح المصري، قضى أكثر من خمسة عقود بين أحضان خشبة المسرح، حيث كان مُخلصًا لها، فأكرمته، يحمل في ثنايا جعبته آمال وهموم هذا الفن، إذ تشهد مسيرته الطويلة بما قدّمه من أفكار ورؤى متميزة كان لها الأثر الإيجابي على المجتمع المصري.
بدايته في الإخراج المسرحي، كُللت بالنجاح، فقد كان متفوقًا في دراسته، وجاء ترشيحه لإخراج مسرحية «الحمير يموتون رفثًا»، لصالح إحدى الشركات والمسرح العمالي، ليحصل على كأس المسرح العمالي، لتتوالى نجاحاته المسرحية والفنية بعد ذلك.
وفهمي الخولي، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، دفعة 1971، حاصدًا المركز الأول على دفعته، ليعمل أستاذًا ومحاضرًا لمادتي التمثيل والإخراج في المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة وأقسام المسرح بآداب إسكندرية وحلوان وكلية التربية جامعة حلوان.
وكان يؤمن بأن العروض المسرحية قادرة على التأثير على المجتمع، فهي تُعتبر وسيلة للتغيير والتفكير، إذ أسهمت مسرحيتي «مدرسة المشاغبين، العيال كبرت» في تحطيم بعض القيم والسلوكيات الحميدة داخل المجتمع.
مسيرة حافلة بالأعمال على مدار نحو 60 عامًا، فقد أخرج ما تجاوز الـ100 عرضًا مسرحيًا، منهم «أول المشوار، سالومي، قديمة العب غيرها، نقول إيه وباب الفتوح»، كما حصل على العديد من الجوائز والأوسمة، والتي جاء من أبرزها جائزة الدولة التشجيعية.
وينتمي فهمي الخولي، إلى مدرسة «من الناس.. وإلى الناس»، فلا يُقدم إلا العروض التي تتصل بآمال وآلام الجمهور المعبرة عن أمنياتهم وأفكارهم، لكنه في منتصف التسعينيات تقريبًا اتجه إلى المسرح الكوميدي، فأخرج عدد من العروض المسرحية ومنها «حمري جمري، عشرة على باب الوزير، الحب بالعقل»، كما تعاون خلال مشواره الفني مع أبرز النجوم منهم محمود حميدة، فاروق الفيشاوي، سامي مغاوري، آثار الحكيم، عبلة كامل، صلاح عبد الله وفتوح أحمد.