مخرج «صديق العمر» عثمان أبولبن: «إحنا بنقدم دراما.. مش برامج تعليمية»
قال المخرج عثمان أبولبن إن «فكرة المسلسل جاءت من الشركة المنتجة التى كانت ترغب فى تقديم مسلسل درامى عن الرئيس والمشير، وتم الاتفاق فى البداية مع الكاتب الراحل ممدوح الليثى لتنفيذ المشروع، ولكن للأسف العمل توقف أكثر من مرة، نتيجة القلق والخوف من طبيعة العمل، وعدم العثور على فنان ذى قيمة لتجسيد شخصية الرئيس جمال عبدالناصر، لأن فنانين كثيرين رفضوا تجسيد الشخصية خوفاً من الهجوم عليهم أو وضعهم فى مقارنة مع أحمد زكى الذى قام بتجسيد الشخصية من قبل».
وأضاف: «عندما عُرض علىَّ العمل اعتذرت عنه مرتين، لأنى كنت أعلم أن هناك مشاكل كثيرة سوف تواجهنى، ولكن المنتج أقنعنى بأن أنظر للعمل من زاوية أخرى، وكأنه حدوتة فى التاريخ، وبدأنا العمل بالفعل، ولم تكن هناك مشكلة فى العثور على ممثل محترف يجسد شخصية المشير عبدالحكيم عامر، لأن شخصيته لم تجسد من قبل، وكانت المشكلة فى العثور على ممثل يجسد شخصية «ناصر»، وأن يكون فى مرحلة عمرية معينة، وفى نفس الوقت يكون نجماً له جمهوره ليساعد على تسويق العمل للقنوات الفضائية بشكل جيد، لأننى إذا استعنت بوجه جديد لن أستطيع إقناع القنوات بشراء العمل، خاصة أن شخصية ناصر لها كاريزما طاغية، وتحتاج لجهد كبير من الفنان لتجسيدها، كما أن كل من يقترب منها يهاجم، حتى أن أحمد زكى نفسه تعرض للهجوم رغم نجاحه فى تجسيدها ورغم حرصه على أن يقدم أنجح فترة فى تاريخه عام 1956، لذا لم يكن أمامى إلا خياران، إما الاعتذار عن العمل، أو الاستعانة بنجم عربى ومحاولة التغلب على اللهجة، وبالفعل استقررنا على جمال سليمان، لأنه فنان قوى ومثقف، وكان يعلم قبل أن يجسد الدور أنه سيواجه انتقادات، ولكن للحق بذل جمال سليمان مجهوداً رهيباً للتغلب على اللهجة، والحفاظ على أدائه فى نفس الوقت، ولكن كان صعباً أن نتغلب على هذه المشكلة تماماً، وبعد مرور عشر حلقات أصبح تركيز المشاهد على قصة العمل أكثر من اللهجة التى يتحدث بها جمال سليمان فى المسلسل».
وتابع: «كان الهدف من تقديم العمل أن نثبت أن مصر تتعرض لمؤامرات من زمان، وليس فى الوقت الحالى فقط، خاصة أن الكثير من الشباب لا يصدقون بفكرة المؤامرة، فعرضنا فترة تاريخية مرت على مصر حدثت فيها مشاكل ومؤامرات كثيرة، على أن تكون شبيهة لما يحدث حالياً، مع العلم أن عبدالناصر أكد أكثر من مرة وجود مؤامرات على مصر، ولكن أحداً لم يصدقه، وإذا نظرنا اليوم إلى جيوش الوطن العربى سنجد انهياراً وانقسامات فى معظمها، ولم يبق سوى الجيش المصرى، فهل هذه صدفة؟».
وتعليقاً على اتهام العمل بوجود بعض الأخطاء التاريخية فيه قال: «ما حدث فى المسلسل هو تزاوج ما بين الدراما والتاريخ، ومثالاً على ذلك أسباب انفصال مصر وسوريا سنجد أسباباً لا حصر لها يمكن أن تصل إلى 50 سبباً وكى أرصدها داخل العمل أحتاج إلى 60 حلقة وهذا لا يمكن لأن الهدف من العمل الدرامى ليس سرد التاريخ، فاخترنا 10 أسباب فقط لرصدها داخل العمل، ثم إن العمل لا يكتب التاريخ بل يفتح أبوابه فقط للمشاهدين، وليس من اختصاصى عرض المعلومات التاريخية لأنى أقدم دراما وليس برامج تعليمية».