دقت ساعة الأمل.. أهالي الزرابي يشكرون حياة كريمة: بقينا عايشين زي خلق ربنا
مبادرة حياة كريمة في أسيوط
رغبتهم في حياة آدمية كانت أشبه بحلم بعيد المنال، ففي جنوب محافظة أسيوط بصعيد مصر، أحلام أهالي قرية الزرابي بمركز أبوتيج، المؤجلة بعد عقود من الوعود الشفهية التي كانت تذهب مع المسؤول بمجرد رحيله عن القرية، الآن دقت ساعة الأمل في الزرابي، حيث تحولت الوعود إلى حقيقة ملموسة على أرض القرية، بعدما شملتها خطة المرحلة الأولى من مبادرة «حياة كريمة»، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتطوير الريف المصري، حيث تضمنت المبادرة في مرحلتها الأولى، تطوير نحو 35 منزلا من تشطيب كامل وبناء أسقف وتجهيز كامل من أجل بناء حياة أدمية لأكثر الأسر احتياجًا.
استطاعت مبادرة حياة كريمة في شهور قليلة أنّ تفتح هويس المياه لضخ شريان الحياة في وجوه أهالي الزرابي البسطاء، وقبل أن تدخل حملة حياة كريمة لإعمار بيوت الأسر الأكثر احتياجًا، وضعت الهدف الأكبر للحملة بتهيئة حياة لأهالي القرية بداية من الطريق الذي تم توسعته ليصبح عرض الطريق 17 مترًا بدلًا من 8 أمتار، وتم رصف الطريق السريع في القرية ليساهم بشكل كبير في نقل الخدمات من وإلى القرية.
لم تكتفِ حياة كريمة فقط بالقيام بأعمال تجهيز وتشطيب المنازل ورصف الطرق بل حرصت الدولة من خلال الحملة المنتشرة في قرى محافظات الجمهورية، أن تلبي نسبة كبيرة من احتياجات القرية حيث قامت بعمل شبكة صرف صحي بنسبة تخطت 95% من بيوت أهل قرية الزرابي، لتتبقى بعض الأعمال البسيطة التي من المقرر انتهاء أعمال التوصيل بها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ليبدأ معها تشغيل محطة الرفع بقرية الزرابي «مشروع صرف صحي قرى أبوتيج» .
التعليم أحد الملفات الهامة التي توليها مبادرة حياة كريمة، اهتماما بالغا وتحرص على إدراجها ضمن الأعمال التي تقوم بها في القرى، وهو ما اتضح في عدد الأجنحة التي شيدتها المبادرة في أكثر من مدرسة بهدف خدمة أبناء القرية الذين عانوا على مدار سنوات من التنقل في المواصلات للوصول إلى مدرستهم، فهناك نحو 8 أجنحة مدارس تم بناؤها طبقًا للمرحلة الأولى وهي التي استفاد منها نحو 15 قرية مجاورة.
«بقينا بني آدمين نقدر ننام ونصحى ونحلم زي خلق ربنا» بهذه الكلمات عبر «عامر»، أحد أهالي قرية الزرابي، عن سعادته بالنجاحات التي حققتها مبادرة «حياة كريمة» في شهور قليلة، لافتًا إلى الإبتسامة التي رسمتها المبادرة على وجوه أهالي القرية بعد عقود من التهميش والنسيان.
وقال عامر، إنّ المبادرة اهتمت بالتعليم بشكل واضح وتم بناء أكثر من جناح جديد في مدارس مختلفة، وعلى رأسها بناء أجنحة جديدة في مدرسة الثانوية الزراعية في الزرابي، مضيفًا أنه تم إنجاز بناء تلك الأجنحة في 6 أشهر فقط.
وتابع: «لم نكن نتخيل أنّ القرية التي مر عليها العديد من المسؤولين السابقين في عقود مضت ووعدونا بتطويرها واعمارها، أنّ يأتي اليوم ويصبح الحلم حقيقة»، مشيرًا: «في مبادرة حياة كريمة أصبح المسئول هو من ينزل ويبحث عن المواطن البسيط، والخدمات التي تحتاجها القرية من أجل تلبيتها».
وما زال أهالي قرى محافظات مصر ينتظرون ساعة الأمل أن تدق في بلادهم، وتبدأ المبادرة في الانطلاق على أرضها من أجل اعمار البيوت وتهيئة الشوارع وتوصيل شبكات الصرف وبناء المدارس والأجنحة التعليمية لخدمة أبناء القرية، كل هذا من أجل توفير «حياة كريمة».