«المبادرة» تستهدف تطوير 192 قرية داخل 5 مراكز بالمنيا بـ22 مليار جنيه
نائب المحافظ: فرصة لتحسين وضع قرى تعاني من الإهمال منذ سنوات طويلة
أحد المنازل التى تم تطويرها فى المنيا
تدخل محافظة المنيا، مثل كثير غيرها من محافظات مصر، ضمن مبادرة حياة كريمة التى تستهدف تطوير 192 قرية داخل 5 مراكز بالمحافظة، هى: أبوقرقاص، وملوى، وديرمواس، والعدوة، ومغاغة، بتكلفة إجمالية تقدَّر بـ22 مليار جنيه، لرفع قدرات البنية الأساسية من كافة الجوانب الخدمية والمعيشية والاجتماعية، وفقاً لرؤية مصر 2030، والنهوض بأعمال البنية التحتية من شبكات مياه وصرف صحى وتعليم ووحدات صحية.
ووفقاً لبيانات رسمية صادرة عن محافظة المنيا، تم تشكيل لجان عامة بنطاق الوحدات المحلية التى تشملها المبادرة، إضافة إلى تشكيل لجان فرعية بكل مركز برئاسة رؤساء الوحدات المحلية وفئات الشباب والجمعيات الأهلية، كما تم إشراك شباب البرنامج الرئاسى فى المتابعة المركزية بالديوان العام، وكذا المتابعة الميدانية، من أجل وضع خطة متكاملة للتطوير والعمل على رصد الاحتياجات الفعلية والملحة بالقطاعات الخدمية والتنموية، والتركيز على الخدمات التى تستهدف أكبر عدد من المواطنين، وذلك بمتابعة من مكتب إدارة المشروعات بالمحافظة لتطوير المراكز المستهدفة على مستوى 14 قطاعاً بطريقة علمية لتحقيق أعلى استفادة ممكنة.
وتشمل أعمال التطوير كافة القطاعات الخدمية المتعلقة بصورة مباشرة بحياة المواطنين، والتى تحقق المصلحة العامة لهم، وكان من أهمها الصرف الصحى ومياه الشرب والغاز الطبيعى والطرق والنقل والكهرباء والإنارة ودعم الوحدات المحلية والتضامن الاجتماعى والرى والكبارى والصحة والنظافة وتدوير المخلفات والخدمات البيطرية والتعليم والأبنية التعليمية والشباب والرياضة والبريد والاتصالات والدفاع المدنى، كما سيتم تنفيذ عدد من البرامج والمبادرات، ومنها أنشطة التمكين الاقتصادى للمرأة والشباب من خلال تدريب السيدات والشباب بالقرى على تبنى المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ثم تليها المرحلة الثانية التى تتضمن الإقراض لتنفيذ تلك المشروعات وفتح أبواب رزق للأهالى، وإتاحة فرص العمل للشباب ودعم المرأة وصغار المزارعين، ومساعدة ودعم الفئات الأولى بالرعاية والتخفيف عنها.
كما جرى التنسيق بين المحافظة وجامعة المنيا للإشراف الهندسى على الأعمال التى يجرى تنفيذها بالمراكز الخمسة ووضع آليات للمراحل التنفيذية، وكيفية الإشراف على تنفيذ الأعمال من خلال تشكيل لجان متخصصة من كلية الهندسة لتقوم بالإشراف على تنفيذ الأعمال مع وضع تقارير هندسية لمتابعة تنفيذ الأعمال وفقاً للجدول الزمنى المحدد.
ويقول أحمد العمدة، عضو البرنامج الرئاسى، منسق عام مؤسسة حياة كريمة بمحافظة المنيا، إن عدد القرى التى دخلت ضمن المبادرة فى المنيا بالمرحلتين الأولى والثانية بلغ نحو 25 قرية، بدأ بها العمل بالفعل فى أكثر من اتجاه، منها «سكن كريم» فى بعض الحالات، وتدخلات بتوصيل صرف صحى ومياه وكهرباء فى بعض الحالات الأخرى، إضافة إلى سداد جديات التصالح على المبانى المخالفة، ومن ثم سداد كامل المصالحة فيما بعد لبعض الأسر الفقيرة والمستحقة للرعاية فى هذه القرى.
ويضيف «العمدة»: بعد ذلك تحولنا إلى الجزء الثانى من مبادرة حياة كريمة، وهو المشروع القومى لتنمية الريف المصرى، الذى يقوم على 3 محاور، أولها الخدمات الأساسية مثل الصرف الصحى والكهرباء والمياه، وثانيها الخدمات الحكومية ممثلة فى الأبنية التعليمية والإسعاف والمطافى والوحدات المحلية وتطويرها، وثالثها الارتفاع بجودة حياة المواطنين من خلال فتح فرص لمشاريع صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر، مشيراً إلى أن مؤسسة حياة كريمة تعمل حالياً على تجهيز هذا الأمر، على أن يبدأ بعد الانتهاء من المشروعات الإنشائية. وتشمل المشروعات فى محافظة المنيا 5 مراكز، وهى العدوة ومغاغة وأبوقرقاص وملوى ودير مواس، بحسب «العمدة» الذى يقول إنه على الرغم من بعد المسافات بين كل مركز والآخر وكثرة المشروعات المقامة، إلا أنهم لم يواجهوا أى صعوبات أثناء عمليات التنفيذ، معبراً بقوله: «لا نستطيع القول إن هناك صعوبات تواجه المبادرة فى محافظة المنيا فى ظل التيسيرات المقدمة من قبَل المحافظة لأن الدولة ككل تتوجه نحو إنجاح هذا المشروع، وما نلقاه من هذه التيسرات قد لا يكون متوفراً فى محافظات أخرى».
وحول ردود فعل المواطنين فى هذه المراكز والقرى التى شملتها مبادرة حياة كريمة فى مرحلتيها الأولى والثانية، وصفها «العمدة» بـ«التاريخية»: «إحنا بنشوف ده فى زياراتنا الميدانية المتكررة، وهناك ترحاب شديد جداً وتكاتف من الأهالى فى القرى لإنجاح هذا المشروع، الناس كلها ترى هذا المشروع حلماً، بل ويعتبره البعض مشروع القرن بالنسبة للقرية المصرية».
يقول الدكتور محمد محمود، نائب محافظ المنيا، إن مبادرة حياة كريمة تحمل الكثير من المعانى الإنسانية التى لا بد من ذكرها، وذلك لأن مصطلح حياة كريمة يعنى أن المواطنين جميعهم سواء، ولا بد من توفير كافة سبل العيش المتحضر لهم، حتى لا يشعر المواطن بأنه محروم من الخدمات التى تقدمها الدولة، مشيراً إلى أن المبادرة تُعد فرصة هامة من أجل تحسين وضع تلك القرى التى عانت لسنوات من الإهمال، وذلك من خلال رفع كفاءة وتطوير الريف المصرى بشكل عام، والعمل على إيجاد مشروعات تمس حياة المواطن: «تحديداً المشروعات المتعلقة بالخدمات والمرافق، لأن بعض القرى حُرمت لعقود من تلك الخدمات حتى جاءت المبادرة». يعتبر نائب المحافظ المبادرة أكبر مشروع قومى معاصر، لأنها ستغير وجه الحياة فى الريف المصرى بشكل عام، إلى جانب كونها ستناقش مشكلات مسكوتاً عنها منذ سنوات، على حد قوله، مشيراً إلى أن هناك العديد من المشكلات التى كان يعانى منها مواطنو المنيا، تأتى فى مقدمتها مشكلة الصرف الصحى، وذلك لأن نسب التغطية فى المحافظة كانت ضئيلة، الأمر الذى جعل العديد من القرى تعتمد على تصريف المخلفات بطرق بدائية: «فكرة وجود شبكات الصرف الصحى بتساعد إن الحياة تكون آمنة وصحية ووجود صرف صحى هيقلل من خطورة أمراض كتير».
مشكلة مياه الشرب أيضاً كانت من أبرز المشكلات التى عانت منها المحافظة، على الرغم من ارتفاع نسبة التغطية التى تتخطى 98 بالمائة من إجمالى مناطق المحافظة، ولكن كانت الأزمة تكمن فى عدم جودة تلك المياه، حتى جاءت المبادرة التى عملت على إنشاء محطات مياه: «فيه بعض الأماكن كانت بتعتمد على الآبار فى الشرب، ودى أُدرجت ضمن المبادرة، لأنه بيتم الآن تدعيم شامل لشبكات المياه، وده بهدف تحسين جودة المياه».
القطاع الصحى كذلك من أولويات مبادرة حياة كريمة، بحسب نائب محافظ المنيا، حيث يقول إنه تم إنشاء العديد من المستشفيات إلى جانب توفير وحدات رعاية أوّلية فى القرى والنجوع، الأمر الذى انعكس على صحة المواطنين بالإيجاب، وفق قوله.