عبير عادل فنانة مصرية أبدعت في النحت المطبوع: الصين اشترت لوحاتها

الفنانة عبير عادل
إذا زرت يومًا متحف الصين للطباعة «جوانلان للطباعة»، وتفحصت اللوحات بعناية، ستجد إحداها مكتوب عليها اسم صاحبتها «عبير عادل»، وحتمًا سيجذبك الاسم لأنك ستجد بجواره أن جنسيتها مصرية.
الفتاة التي نشأت في مدينة أسوان الخلابة، وتخرجت من قسم الجرافيك، شعبة التصميم المطبوع، بكلية الفنون الجميلة بالأقصر، شاهدت إعلانًا عن معرض دوري بالصين لفنون الطباعة، وأرسلت بريدًا إلكترونيًا تطلب فيه المشاركة بالمعرض، وبالفعل قُبلت مشاركتها.
وبعد انتهاء الفعاليات، أرسلت إدارة المعرض رسالة لها تفيد بان إدارة متحف الطباعة الصيني تريد الاحتفاظ بعملها الفني بمقابل مادي، ووافقت بالفعل، وحدث ذلك في شهر أغسطس عام 2019، إلا أن ظروف جائحة كورونا أوقفت عملية التحويل وإتمام بيع اللوحة للمتحف.
اللوحة التي أطلقت عليها عبير عادل اسم «ولنا في الحياة خيال»، شاركت بها ضمن معرض يقام سنويًا ويشارك فيه أهم فناني الرسم بالطباعة في العالم تحت اسم «Guanlan International Printmaking Biennale».
نجحت إدارة متحف الصين للطباعة في الحصول على لوحة الشابة المصرية، وعرضتها بالفعل في صالتها كشهادة بتفوق فنانة مصرية في نوع النحت بالطباعة.
عملية معقدة وغير تقليدية تقوم بها عبير عادل حكت تفاصيلها لـ«الوطن»، حيث تقوم بالرسم والنحت بطريقة الطباعة عن طريق إعداد الرسمة بشكل بارز على لوحة، ثم تطبيقها على اللوحة المطلوبة لتظهر الرسمة بطريقة الطباعة الغائرة.
وأبدت عبير عادل سعادتها الكبيرة بالنجاحات التي حققتها حتى الآن رغم مسيرتها الفنية القصيرة نسبيًا، حيث لم تشارك إلا في معرض أثناء دراستها الجامعية ومشاركتها في أحد المعارض بمكتبة الإسكندرية.
«فخورة بأن ليا مقتنيات في أماكن كتيرة وأنا في سن صغير كده».. هكذا عبرت «عبير» عن سعادتها بسبب اقتناء لوحاتها في متحف الفن المصري الحديث ووزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة، إضافة إلى اقتناء عمل لها في متحف الطباعة في الصين، مؤكدة أنها تطمح في أكثر من ذلك بكثير، وتتوقع أن تخوض رحلة صعبة في الفن لتصل لأمنيتها بأن تٌعرض أعمالها في جميع أنحاء العالم ويشاهدها الملايين حول العالم.
تحفر «عبير عادل» على لوح خشبية أو على ألواح «لينو»، وتقوم برسم لوحات الأبيض والأسود والألوان، وبعد محاولات كثيرة نجحت في الوصول للوحات طباعية بشكل مختلف، ونجحت مؤخرًا في دمج ألواح الذهب بالطباعة في تجربة جديدة للنحت المطبوع.
و«الحفارة» هو اللقب الذي يطلقه البعض على «عبير»، والتي أبدت سعادتها الكبيرة بهذا اللقب نظرًا لعشقها للرسم بالطباعة رغم صعوبته الكبيرة، مؤكدة أنها تنوي تنظيم معرض لها، وأنها ستعد له بشكل مناسب حتى لو استغرقت سنوات ليكون لائق بالأعمال التي تقدمها.
وأكدت «عبير» أن المصريين القدماء هم أول من اخترعوا فن الطباعة، حيث كانوا يحفروا على الأحجار في معابدهم، وسمي بـ«فن الحفر» ثم سموه «فن الطباعة والتصميم المطبوع» وصولًا لاسم «فن الجرافيك»، وانتقل هذا الفن من القدماء المصريين الذين برعوا فيه للصين والتي عملت على تطويره بشكل كبير.