أشعلت ضربة «بايدن» العسكرية لألوية إيرانية على حدود العراق، أزمة كبيرة بين إدارته.. وبين الكونجرس ونوابه.
المعركة مبكرة والأزمة تبدو غريبة.. أو غير متوقعة. لكن لا أحد يعرف هل كان قرار ضرب ألوية إيران أول سوء تصرّف من جو بايدن، أم أنه مجرد سوء حظ فى أيامه الأولى؟
الصراع فى الدوائر الأمريكية الآن متصاعد.. والغرض السيطرة على ملف سياسات أمريكا الخارجية.
فمن الفائز: هل هم نواب الكونجرس.. أم الرئيس جو بايدن؟
الإجابة مبهمة، لكن الكونجرس فيما يبدو بدأ معركة صفرية، ودخل نوابه بحركات مباغتة مبكرة لتقليص سلطات البيت الأبيض والحد من نطاق حريته فى اتخاذ قرارات عسكرية منفرداً فى الملف الخارجى.
ضربات «بايدن» للحدود العراقية كانت اختباراً أولياً فى بدايات الإدارة الجديدة، لذلك فإن الإجابات المتوقعة عن الفائز فى المعركة التى بدت شديدة الحساسية، سريعة الاشتعال ليست معلومة، بالأخص بعدما امتدت النار إلى داخل الحزب الديمقراطى نفسه.
النواب الديمقراطيون أنفسهم منقسمون على حق الرئيس فى اتخاذ قرار بعمليات عسكرية خارج البلاد دون موافقة الكونجرس. صحيح أن الدستور لم يوجب أن يستأذن الرئيس، لكن من ناحيته يبدو أن الكونجرس بدأ ولاية «بايدن» أكثر عشماً.. وأكثر تطلعاً.
النزاع حول صلاحيات الرئيس ليس جديداً، وسبق وحدثت مناوشات مماثلة فى ولاية «ترامب»، لكن هناك مَن اعتبر أن الظروف تغيرت، وأن «ترامب» الجمهورى، غير «بايدن» الديمقراطى، إضافة إلى أن سلوكيات أغلبية ديمقراطية، لا بد أن تختلف مع رئيس هو الآخر ديمقراطى.
لكن يبدو أن تلك التكهنات لم تكن صحيحة.. ويبدو أيضاً أن الأمور لم تكن بهذه السهولة.
واشتعلت النار داخل الديمقراطيين الذين هم حزب بايدن، وتطرّفت مجموعة اليسار وكشّرت عن أنيابها.. وأدانت وشجبت برسائل حادة وواسعة، معتبرين كذلك أن قرار «بايدن» المنفرد بالضربات الأخيرة لو تكرر، فقد يُدخل الولايات المتحدة فى مزيد من الأزمات.
قال نواب ديمقراطيون ضمن ما قالوا إنهم لم يكونوا يتصورون أن يوجّهوا لـ«بايدن» نفس ما كانوا يوجّهونه لـ«ترامب» من اتهامات.
سبق ووجَّه الحزب الديمقراطى لوماً شديداً لـ«ترامب» على قراره بإلغاء الاتفاقية النووية منفرداً مع إيران، وها هو «بايدن» يعيد التصرف فى الملف منفرداً مرة أخرى.
المعنى أنه إذا كان «ترامب» يُلام، فإن «بايدن» يُلام أكثر.. وخطؤه أكبر، والأزمة وجدها الجمهوريون من جانبهم فرصة وفرحاً منصوباً، وكهارب منورة.. فعادوا للنفخ فى النار، وصبّوا مزيداً من البنزين على حرائق وجد معها «بايدن» نفسه فجأة فى غيط محروق.
الرئيس الأمريكى الجديد الذى افتتح ولايته بضربة على «ما قسم» لإيران إظهاراً لعين حمراء، إذا به يجد فجأة من أشعل البيت من الداخل.. وأثار الوقيعة فى حزبه من الداخل.
الأزمة مستمرة، وتداعياتها مستمرة.. ويبدو فيما يبدو أن معركة الكونجرس الصفرية من وجهة نظر النواب تعنى أن الخاسر لا بد أن يكون واحداً وحيداً: إما الكونجرس.. وإما الرئيس!
الأيام جاية.. وكله هيبان!