«اخترت أن يستمر الوطن بدمي».. والدة شهيد تبكي أثناء قراءة وصيته على الهواء
والدة الشهيد الرائد سعيد حمدي
بكت فاطمة عبدالرؤوف، والدة الشهيد الرائد سعيد حمدي سعيد، على الهواء، أثناء قراءة وصيته، قائلة إنه وجه فيها رسالة إلى أمه الأولى، التي اعتبرها «مصر»، كما وجه رسالة إلى المرتزقة: «ربنا يعيننا على المرتزقة ويعين كل خير أجناد الأرض عليهم، وإن شاء حق كل شهيد ومصاب هيرجع، وإذا كان مصاب أو شهيد فإنه تاج على رؤوس المصريين كلهم، فالجيش المصري واحد ولا تفرقة فيه، وهو أعظم الجيوش».
وأضافت «عبدالرؤوف»، باكية، في حوارها مع الإعلامي أحمد فايق مقدم برنامج «مصر تستطيع»، الذي يعرض عبر شاشة «DMC»: «نجلي ضحى حتى يظل اسم مصر شامخا وعاليا بين مصر والعالم، وقال في الوصية موجهة حديثه إليّ، أنه ينتظرني في الجنة، ووجه رسالة إلى ابنه».
وتابعت، أن ابنها كان يبلغ رسالة للعالم كله في هذه الوصية التي كان نصها: « ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، إلى أعزائى وأصدقائى وأهلى، أنا لم أمت، أنا اخترت الرحيل كى أعيش حيا فى تاريخ وطنى مصر، أنا حى فى تاريخ شهداء مصر وفى تاريخ العطاء والتضحية للوطن، أنا حى واسمى مخلد فى ذاكرة من ضحوا بحياتهم فداءً لمصر، اخترت أن أشرف اسمك يا أبى، واخترت أن أجعلك يا أمى من نساء أهل الجنة، واخترت أن أكون شفيعا بشهادتى لكم يا أهلى، فالشهيد كما قال رسولنا الكريم، يشفع فى 70 من أقاربه، يا بنى رحلت عنك وقد لا تتذكرنى وتعرفنى، ستمضى بك السنوات تغفل ملامحى وملامح صوتى ووجهى، ولكننى حى بينكم، اسمى سيظل مرافقا لك، وسيزيدك شرفا وعزة، فأنت ابن شهيد الوطن، ستمر بين الناس ويشار إليك أنك ابن من فدا مصر بروحه ودمه، ستظل روحي ترفرف معك في حياتك العلمية والعملية».
وأردفت قارئة وصية نجلها الشهيد: «اخترت أن يستمر الوطن بدمى، كى يعيش وطنى فى صفحات التاريخ، لابد أن نقدم دمائنا فداه، أرواحنا التى دفعناها ليظل وطننا شامخا، لم يكن من الممكن أن نقبل بأن تخطف منا أرضنا التى نشانا عليها وتسلب، لم نكن لنرضى أن تمر بنا مثل هذه الأيام، وقد فقدنا بهجة أعيادنا الوطنية، وفقدنا معها الأمن والأمان والاستقرار، عندما رحلنا إلى أرضها للدفاع عنها ونحن ندرك أننا قد لا نعود، أبى يا من لازلت تبكى، أمى يا من دموعى لازلت تذرف شوقا لى، زوجتى يا من أوجعك فراقى وغيابى عنك، ابنى يا من تفتقد وجودى، أريدكم أن تفتخروا بى، أريدكم أن تعتزوا بطريقة استشهادى، لا تحزنوا، لقد اخترت درب الشهادة والشجاعة، وهل هناك أفضل من الاستشهاد فى سبيل الله والوطن، وهناك مرتبة أعلى أو تكريم من ذلك، واخترت أن أسبقكم إلى الجنة، وإن قالت عنى دكاكين حقوق الإنسان والمنظمات المشبوهة أن قتل الجنود المصريين عقاب الدنيا، فإن حقى يوم الحساب عند رب العالمين، أنا الشهيد المصرى الذى تحتفى به مصر كلها اليوم، أريدكم أن تحتفلوا فخرا وعزة وشرف، أنا الشهيد الذى تشهد أرض سيناء أن دمى ظرف هناك».