«نور»: غبت عن الساحة 4 سنوات بسبب «الربيع العربى».. وعدت إلى التليفزيون بـ«علقة ساخنة»
أكدت الفنانة اللبنانية «نور» أنها أصبحت مشتاقة للعمل فى السينما، بعد غيابها عن الساحة الفنية لما يقرب من 5 سنوات، مشيرة إلى أنها تستعد حالياً لتجسيد شخصية الأديبة الراحلة مى زيادة فى فيلم سينمائى. «نور» فى حوارها مع «الوطن» تكشف عن الأسباب التى دفعتها لتقديم هذه الشخصية، كما تتحدث عن عملَيها التليفزيونيين اللذين عرضا فى رمضان المنقضى، وهما «الإكسلانس» و«سرايا عابدين»، وتعلن عن موقفها من الانتقادات التى تعرض لها المسلسل الأخير.
■ لماذا طالت فترة غيابك عن الساحة الفنية لما يقرب من 5 سنوات؟
- عوامل عدة وراء ابتعادى طيلة هذه الفترة، أبرزها الثورات التى اندلعت فى مصر والوطن العربى، إضافة إلى انشغالى بعدد من الأمور الشخصية كرعاية أولادى مثلاً، حيث تجمعت كل هذه العوامل فى آن واحد ودون قصد منى، لتتسبب فى هذا الابتعاد الذى طالت مدته بالفعل.
■ هل كنت تحبذين العودة عبر بوابة السينما؟
- لا أقيس المسألة من هذا المنظور، لأن الفيصل دائماً فى اختياراتى الفنية يتلخص فى طبيعة الدور سواء كان فى الدراما التليفزيونية أو السينمائية، وهنا لا أنكر حبى الشديد للسينما واشتياقى إليها فى الوقت ذاته، ولكن الله أراد أن تكون عودتى للساحة الفنية من خلال الشاشة الصغيرة، علماً بأن العمل بالدراما التليفزيونية يعد أكثر صعوبة وإرهاقاً من العمل بشاشة السينما، نظراً لطول فترة التصوير وكثرة عدد المشاهد، كما أن تكنيك التصوير فى التليفزيون يبدو مغايراً لما هو متبع فى السينما.[FirstQuote]
■ بالحديث أولاً عن مسلسل «الإكسلانس».. ما الذى حمسك لخوض هذه التجربة؟
- علمت بالخطوط العريضة للعمل من المخرج وائل عبدالله، وأعجبت بها بشدة رغم أننى لم أتسلم السيناريو كاملاً فى البداية، بل تسلمت جزءاً منه، وكنت أتحصل تباعاً على باقى الحلقات، كما انجذبت من ناحية أخرى إلى شخصية «مريم» بكل تفاصيلها بما فيها ظهورها على حقيقتها فى نهاية الحلقات.
■ كيف رسمت ملامح هذه الشخصية؟
- عقدت جلسات عمل عدة مع وائل عبدالله، حيث تعرفت على أبعاد الشخصية ومتطلباته منها، وبعدها تحدثنا فى طريقة الأداء والشكل الخارجى للدور، ويمكن القول إننى لم أترك شاردة أو واردة إلا وتحدثت فيها مع المخرج، لأنى لم أتسلم السيناريو كاملاً كما أشرت سلفاً.
■ ألم تخشى المشاركة فى «الإكسلانس» لكونه يتطرق إلى الإخوان وعمليات الابتزاز التى تعرض لها رجال الأعمال أثناء فترة حكمهم؟
- إطلاقاً، لم يطرأ سؤالك على ذهنى آنذاك، لا سيما وأن أى موضوع يتم تناوله فنياً من الممكن أن يثير حالة من التباين فى الآراء سواء كان بشكل إيجابى أو سلبى، حيث تظل عناصر العمل الفنى من تمثيل وإخراج وسيناريو هى الأهم فى رأيى، لأننى أتعامل دائماً بمنطق أن المواضيع الفنية كافة لن تنال إعجاب كل فئات الجمهور.
■ مخرج «الإكسلانس» اشترط من الأبطال التفرغ التام، ومع ذلك قمتِ بالمشاركة فى بطولة «سرايا عابدين».. فكيف تعاملت مع هذه الإشكالية؟
- الحمد لله لم أتعرض لمشكلة واحدة أثناء تصوير العملين، ولكنى كنت قد بدأت تصوير «سرايا عابدين» قبل «الإكسلانس»، علماً بأن فكرة عرض المسلسل الأول فى رمضان لم تكن مطروحة آنذاك، ولكن حينما قررت الجهة الإنتاجية عرضه فى الشهر الكريم تمكنت من تنظيم وقتى جيداً بين المسلسلين، ولذلك مرت فترة التصوير كاملة دون وقوعى فى أى مشكلة، وأرجع ذلك إلى حالة التنسيق المثمرة بين القائمين على كلا العملين، ولكن بعيداً عن هذا وذاك تعرضت لإرهاق غير طبيعى.
■ لتقديمك شخصيتين أم لأسباب أخرى؟
- لم ينتابنى الشعور بالإرهاق بسبب تقديمى لشخصيتين، لأنى تمكنت جيداً من الفصل بينهما، بحكم أن كلاً منهما شخصية مختلفة عن الأخرى، ولكن ما أجهدنى حقاً هو تصوير مسلسلين فى وقت واحد، ولذلك أرى أننى غبت كثيراً وعدت بـ«علقة محترمة»، حيث أتذكر مرورى ببعض اللحظات التى كنت أحدث نفسى فيها قائلة: «أنا مش قادرة أكمل خلاص»، ولكنى كنت أشد من أزر نفسى باستمرار.
■ بحكم تعاونك مع أحمد عز فى أعمال سابقة.. فما أبرز المتغيرات التى طرأت عليه فنياً من وجهة نظرك؟
- أى فنان سواء كان «عز» أو غيره يصبح أكثر تمرساً فى المهنة بمرور الوقت، حيث إن «عز» مثلاً أصبح أكثر تطوراً فى أدائه عما كان عليه سابقاً، كما بات ممتلكاً لأدواته الفنية بشكل أكبر، وبعيداً عن كل هذا فأنا أشعر دائماً بالراحة عند عملى معه، والأمر ذاته بالنسبة لصلاح عبدالله الذى تعاونت معه من قبل، كما سعدت بالعمل لأول مرة مع أحمد رزق الذى قدم دوره باقتدار شديد.
■ كيف تابعت الانتقادات التى تعرض لها مسلسل «سرايا عابدين» منذ بداية عرضه؟
- لم أتابعها فى وقتها نظراً لانشغالى بتصوير «الإكسلانس»، ولكنى علمت بأمرها وتوقعت حدوثها بحكم أن أى عمل فنى بحجم «سرايا عابدين» من الطبيعى أن يتعرض لانتقادات سواء اتفقنا عليها أو اختلفنا معها، ولكن لا بد أن نتقبل الانتقادات إذا كانت فى محلها الصحيح، لأنه لا يوجد عمل «منزل» من السماء وبلا أخطاء، حيث إننى شخصية واقعية فى هذه الجزئية تحديداً، ولا يمكن الادعاء بأن أى شخص أو جهة بمقدورها تقديم عمل سليم بنسبة 100%.
■ من المسئول فى رأيك عن الأخطاء التاريخية التى شهدها الجزء الأول من العمل؟
- المسئولية لن تقتصر على فرد أو جهة بعينها، وإنما تشمل صناع العمل ككل، ولكن هناك بعض الأمور ليس للممثل يد فيها، بحكم أنه لا يملك المعرفة الكاملة عن طريقة أو كيفية تقديم العمل المشارك فيه، ولكن كان لا بد أن نتحاشى الوقوع فى أى خطأ، ومن الضرورى أن أؤكد أن مسلسل «سرايا عابدين» مستوحى من فترة حكم الخديو إسماعيل، ولم ندع من قبل أننا نقلنا التاريخ بحذافيره، ورغماً عن كل هذا فأنا سعيدة للغاية بهذه التجربة التى توافرت فيها عناصر فنية رائعة على المستوى الإنتاجى والتمثيلى والإخراجى، وفى النهاية لا بد أن نعطى كل ذى حق حقه، لأن «سرايا عابدين» تضمن مميزات عديدة بغض النظر عن احتوائه على بعض الأخطاء أو السقطات، ولكن هذا لا يعنى تجريده من المميزات التى أشرت إليها سلفاً.
■ ما تعليقك على الدعوات التى تطالب حالياً بالاكتفاء بالجزء الأول وعدم تقديم أجزاء جديدة؟
- «الحكاية لازم تكمل» هناك أحداث لا بد من الانتهاء منها، وفى النهاية تظل مسألة تقديم أجزاء جديدة من عدمه من صميم عمل الجهة المنتجة.
■ قلت إنك تنوين تقديم شخصية «مى زيادة» فهل تقدمينها من جميع نواحيها الإيجابية والسلبية؟
- نعم، مى زيادة بعظمتها لم تكن ملاكاً، ولكننا سنقدمها كشخصية لها احترامها ومكانتها الثقافية، إلا أنها تظل إنسانة لها مميزات وعيوب، وفى النهاية «مفيش ملائكة على الأرض».
■ ألا تخشين تعرضك لهجوم عن هذا العمل بحكم أن أعمال السير الذاتية لا تخلو دائماً من الانتقادات؟
- إطلاقاً، مى زيادة ليست مطربة أو ممثلة مشهورة من الممكن أن يقارن أدائى بها على سبيل المثال، ولذلك فالحرج مرفوع عنى فى هذه الإشكالية.