من العنف والإرهاب للتطوير والاستقرار.. «ميدان رابعة» في 8 سنوات
ميدان هشام بركات وميدان رابعة العدوية سابقا
أيقظ مسلسل الاختيار 2 الحلقة الخامسة المشاعر، وأعادت كادراته ووثائقه التي جاءت من أرض الواقع قبل 8 أعوام، مشاهد الميدان الذي تحول من الإرهاب والعنف إلى التطوير والاستقرار، ورغم كل ما حلّ به من تغيرات، لا يزال الميدان شاهدا على أحداث كانت في كل لحظة «اختيار» بين وطن وخراب، بين انتماء لبلد وانتماء لجماعة، في كل ركن من ميدان رابعة سابقا وميدان المستشار هشام بركات حاليا، وإن مرت السنوات شواهد وقعت بالدماء وشهداء اختاروا الوطن وضحايا غيبهم الإرهاب وقتلى تقسموا بين هاربين ومدسوسين ومفرقين لأبناء واحد.
«الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد».. وهو الأمر الذي حققته الدولة المصرية في كل أركانها، وجاء ممثلا في ميدان رابعة أيضا، فبعد الثورة على أنصار محمد مرسي، جاء وقت البناء وإعادة الإعمارة لعودة الحياة إلى طبيعتها ومواصلة العيش والسعي وراء التطوير والتقدم، بما يليق بوطن أثبت أبناءه انتماءهم لحبات ترابه في كل لحظة.
وبعد 8 أعوام مرت على «فض رابعة» الذي جاء بعد 46 يوما، سيطرت فيهم جماعة الإخوان الإرهابية على كل الطرق المؤدية له، وحاصرت مداخله الأربعة بالأسلاك الشائكة، واستغلت أغلب المبانى الكائنة بالميدان للنوم وللمعيشة الكاملة، في فترة حصار دامت من 26 يونيو إلى 14 أغسطس 2013، وضعت الدولة حدا للدمار والتخريب الذي طال الميدان طوال فترة الاعتصام، حيث عملت الإدارة الهندسية على رفع بقايا الحجارة والأرصفة التي تمت إزالتها لرصفها مرة أخرى، وأنهى العمال تركيب الرخام الداخلي للمسجد مع طلاء أسقف المسجد، إلى جانب عمليات تشجير ورصف الأرصفة الجانبية للميدان، وطلاء جميع أسوار المنشآت الحكومية والعسكرية بمحيط رابعة، وتشييد «النافورة» التي تتوسط الميدان وترمز إلى اتحاد الجيش والشرطة يد واحدة ضد الإرهاب، حيث ظلت أعمال تطورير مستمرة لأشهر بعد فض الاعتصام.
مضاعفة سعة استيعاب المسجد
«مضاعفة سعة استيعاب المسجد»، واحد من التطويرات التي طالت المنطقة بعد أشهر عدة، جرى فيها تطوير محيط مسجد رابعة العدوية، من تركيب الأسوار الحديدية والتكسيرات وزيادة القدرة الاستيعابة من المصلين من 1000 إلى 2000 مصلٍ، فضلا عن تزويد المسجد بشبكة إطفاء للحريق، وعمل مرمات ودهانات لمستشفى رابعة العدوية لاستقبال المرضى.
وقال الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة الأسبق، في تصريحات صحفية آنذاك، إنّ أعمال التطوير والترميم وإعادة التنسيق ورفع كفاءة الطرق، شملت إزالة نحو 6500 متر مكعب من المخلفات، مشيرا إلى أنّ التكلفة التقديرية لأعمال التطوير بمحيط رابعة العدوية والاتحادية وشارع الميرغني وطريق النصر بلغت نحو 85 مليون جنيه.
تغيير اسم ميدان رابعة لميدان هشام بركات
وفي يوليو 2015 قررت الحكومة إطلاق اسم النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، الذي اغتيل في تفجير استهدف سيارته بالعاصمة القاهرة في ذات العام، على ميدان رابعة العدوية، ووافق مجلس الوزراء على إطلاق اسم الشهيد المستشار هشام بركات على الميدان، بعد مخاطبة نادي قضاة مصر لمجلس الوزراء، لإطلاق اسم الشهيد على الميدان الذي شهد الحادث الدامي.