توشك دولة البرازيل على الدخول فى كارثة نتيجة تفاقم معدلات الإصابة والوفاة بكورونا خلال الأيام الأخيرة.
فقد وصل الأمر إلى حد وفاة شخص كل 3 دقائق جراء الإصابة بالفيروس.. سقط آلاف الأطفال هناك صرعى كورونا، وإجمالى عدد المصابين تجاوز الـ13 مليون بنى آدم.
الأصل فيما وصلت إليه البرازيل هو حالة الاستخفاف التى تعاملت بها كل من السلطات والشعب هناك مع الفيروس.
لعلك تذكر موقف الرئيس البرازيلى حين استخف بالفيروس، وأكد أنه لا يزيد على إنفلونزا عادية، وأصر فى العام الماضى على عدم التوسع فى الإجراءات الاحترازية وذكر أن مثل من يدعوه إلى إغلاق البلاد، كمثل من يدعو مصنع سيارات إلى الإغلاق لمجرد أن إحدى السيارات التى أنتجها تعرضت لحادثة تصادم.
وعندما ظهرت لقاحات ضد فيروس كورونا رفض الحصول عليها، ولم يكتف بذلك، بل حذر كل من ينوى تناول اللقاح من أن يتحول إلى «تمساح»!.
حذا العديد من البرازيليين حذو رئيسهم، فى حين حذرت المعارضة هناك من مغبّة ذلك دون جدوى.. والنتيجة 13 مليون إصابة.. وحالة وفاة كل 3 دقائق.
التعامل المستخف بالمخاطر الصغيرة يحولها فى الأغلب إلى كوارث كبرى.
مجموعة من اللقاحات تتنافس منذ فترة داخل سوق التطعيم، ويزعم منتجو كل لقاح أنه الأجدى فى مواجهة الفيروس، فى حين أن التجربة تقول إن جدوى اللقاحات فى مواجهة كورونا لم تظهر أو تتبلور بشكل يطمئن إلى محاصرته فى القريب.
علاج وحيد ثبت أنه الأجدى والأكثر فاعلية فى مواجهة فيروس كورونا.. هو محاصرة البؤر التى ظهر فيها ومنع تسربه إلى غيرها من خلال تقليل الحركة، بالإضافة إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية المتعارف عليها.
لقد أثبتت تجربة تعامل البشر مع كورونا على مدار ما يقرب من عام ونصف العام أن خير وسيلة للوقاية من الإصابة به هى «الفرار منه».. ومحاولة محاصرته.. كما تفعل دول أوروبا.
أخشى أن أقول إن هناك دولاً أخرى تتعامل بالمنطق البرازيلى وتواجه الموجة الثالثة من الفيروس بنوع من الإهمال والاستخفاف، الأمر الذى ظهر مردوده فى ارتفاع معدلات الإصابات وأعداد الوفيات بالفيروس.
والمتابع لأحوال ومعدلات انتشار فيروس كورونا فى مصر خلال الفترة الأخيرة يلاحظ الزيادة فى أرقام الإصابات والوفيات المعلنة عبر وزارة الصحة.
الحكومة كالعادة تشتكى من عدم التزام الناس، وتتهمهم بالتخلى عن الإجراءات الاحترازية وعدم مراعاة شروط التباعد الاجتماعى وارتداء الكمامة وغير ذلك.
شكوى الحكومة من الناس فى محلها، لكنها مطالبة بالتحرك السريع واتخاذ إجراءات لمحاصرة الفيروس حتى لا تتفاقم الأمور.
لقد نشر موقع «القاهرة 24» عن سقوط 14 وفاة جراء الإصابة بكورونا بسوهاج قبل أذان مغرب يوم واحد هو يوم الجمعة الماضى، وإذا أضفت إلى ذلك ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات كما نلاحظها فى العالمين الواقعى والافتراضى، وفى بيانات وزارة الصحة، فعلينا أن نطالب الحكومة بالتحرك السريع واتخاذ إجراءات عاجلة لمحاصرة الفيروس بعيداً عن «المنطق البرازيلى» فى المعالجة.