عاد الطيران الروسى إلى مصر.. وسيعود الطيران المصرى إلى روسيا.. ثلاث رحلات أسبوعياً لأكبر شركة طيران روسى «إيرفلوت» مع ثلاث رحلات لأكبر شركة طيران مصرية «مصر للطيران»!
التنفيذ العاجل للقرار مع عدد الرحلات التى تبلغ ست رحلات فى الذهاب والإياب لا تبرز مدى الشوق الروسى للعودة سياحياً إلى مصر فحسب وإنما تتجلى الرغبة فى التعاون المصرى الروسى إلى أقصى مدى ممكن خصوصاً أن النقطة السابقة وحدها تتحدث عن رقم سياحى روسى كبير إلى مصر!
من جهة متصلة بما نقول، يعلن صندوق الاستثمارات المباشرة الروسى أنه اتفق وشركة مصرية على تصنيع اللقاح الروسى «سبوتينيك v» فى مصر بدءاً من الربع الثالث من العام الحالى!
المؤشرات تقول إن التصنيع سيتم بنقل للتكنولوجيا!! التى كانت أزمة كبيرة فى الستينات ظل الغرب بها يحتكر صناعات عديدة ويمنعها عن العالم الثالث لتظل بلادنا سوقاً له ولمنتجاته! الآن تعلن مصر وروسيا، أو للدقة مسئولو وخبراء صناعة الدواء فى البلدين، أن تصنيع اللقاح الشهير لن يتم بنظام تعبئة الزجاجات أو بإضافات نهائية تضع بصمة مصرية والسلام على اللقاح.. لا.. اللقاح الروسى بالكامل سيتم تصنيعه فى مصر!
هذا التطور فى العلاقة ليس من الدقة أن نصفه بالمفاجئ.. فالعلاقات لم تتوقف، فهناك المنطقة الصناعية الروسية على شاطئ القناة بأفق استثمار كبير يصل إلى ١٢ مليار دولار! وعلى مساحة كبيرة تصل إلى عدة كيلومترات! كما أنها ستقوم على صناعات ثقيلة، وليس أيضاً تجميعاً ولا صناعات خفيفة لا تستحق وجوداً روسياً مباشراً!
وفى حين لا يمر يوم إلا ويعلو فيها بنيان المحطة النووية بالضبعة بمفاعلاتها الأربعة من البنيان الفعلى التحتى على الأرض إلى البنيان البشرى الفوقى من خريجى دورات الهندسة النووية، حيث درس الطلاب فى هذه الدورات المواد المتعلقة بتصميم وتشغيل محطات الطاقة النووية فى واحد من أهم المراكز الروسية المتخصصة وهو مركز «بوتاكوف» للعلم والتعليم التابع لمدرسة هندسة الطاقة فى جامعة تومسك البوليتكنيكية، وكان نصيب مصر فى الدورات هو نصيب الأسد فكان ١٣ من إجمالى الدارسين الروس والأجانب من عدة دول بعدد إجمالى ٤٨ دارساً ليثبت ذلك جدية روسيا فى نقل التكنولوجيا النووية وخبراتها لمصر وليس فقط فى تسليم المحطة فى موعدها!
أما التعاون فى الارتقاء بمستوى تسليح الجيش العظيم فلا يحتاج لبيان، إذ يكفى أن نحتفل بكل مناسبات الانتصار لنتذكر أنها تمت بسلاح روسى!
الآن.. كل الأمل أن تنطلق العلاقات مع روسيا إلى ما هو أبعد وأبعد.. فالتعاون فى مجال تكنولوجيا الأقمار الصناعية ومصر تطلق وكالتها للفضاء يحتاج إلى التعاون مع روسيا.. بالطبع ثمة تقدم كبير جرى فى مستوى الخبرات المصرية بمجال الأقمار الصناعية وأبحاث الفضاء.. الى حد اعتماد مصر على ذاتها فى مجالات عديدة فى الكشوف الصحراوية بصور الأقمار المصرية فضلاً عن عمل وتشغيل أقمارنا المصرية بل وتصنيع أقمار جديدة بأيدٍ مصرية ١٠٠٪ ولله الحمد! بل يصرح الدكتور محمد القوصى، مدير برنامجنا الفضائى والرئيس التنفيذى لوكالتنا المصرية الفضائية، ليؤكد أن جامعات مصرية عديدة لديها أقمار صناعية تعليمية مفككة ويتم تجميعه من الطلاب وتغيير المكونات الموجودة بالقمر وهناك كليات لديها برامج للفضاء، مثل هندسة جامعة بنها والزقازيق ولديها أقسام عن الفضاء! وهو ما يقفز بالأحلام المصرية إلى أبعد مما نتخيل!
لكن هذا يدفع إلى مزيد من التعاون مع الروس وليس العكس.. سنصل إلى تعاون فى مجال إطلاق الأقمار الصناعية الثقيلة التى تتجاوز أو تصل إلى ١٠٠٠ كيلو فضلاً عن التنوع فيها من العلمى إلى أقمار الاتصالات إلى «العسكرى» منها!
وفى مجال البحث عن الغاز والبترول لديهم «روسنفط» ولنا معها كدولة سابق تعاون كبير! باختصار: نشجع على التعاون مع روسيا.. البلد الكبير الذى قد نحتاج إليه، واحتجنا إليه كثيراً بالفعل فى صيانة السد العالى.. الشامخ فى جنوب مصر وقد حمى البلاد والعباد من الجوع والعطش سنوات وسنوات وأسهم فى توليد الطاقة وحفظ مصر من الفيضانات، فضلاً عن زيادة الرقعة الزراعية بعده والرى الدائم للأراضى الموجودة!
وقد نحتاج إليه فى استنهاض صناعات مهمة بدأناها مع الروس فى الستينات!
وقد نحتاج إلى روسيا فيما هو أهم.. لا نعرف ظروف المستقبل وتطوراته وتقلباته.. والصداقة مفيدة ومطلوبة مع قوى كبرى تعود سريعاً مع الرئيس بوتين إلى مكانتها السابقة كقوى عظمى تمتلك حق الفيتو فى مجلس الأمن!
بالطبع لا نطالب باستبعاد العلاقة مع دول أخرى ولا لإهمالها ولا حتى لتخفيض مستواها.. ولا ندعو فى المقابل لوضع كل شىء فى سلة واحدة.. لكن ما نقصده أن التجربة والتاريخ أثبتا أن هناك أصدقاء يمكن الاعتماد عليهم فى التقدم والبناء.. وهناك آخرون يفعلون الأمر نفسه.. لكن مع أعدائنا التاريخيين!!