لا حديث في الهند يعلو على صوت كورونا، لكن الحديث هنا ليس على اللقاحات أو زيادة الإصابات المعتادة في دول العالم كافة، ولكنه حديث يسيطر عليه الموت فقط، حيث تعاني دولة الهند من كارثة حقيقية بعد ارتفاع وفيات فيروس كورونا المستجد فيها، إذ لم يعد هناك مكانا إلا لدفن وحرق الضحايا فقط.
وفي مقطع فيديو مأساوي يعكس حقيقة الوضع الكارثي بالهند، يشاهد أقارب المرضى بمستشفى «كريتي» بالعاصمة الهندية «نيودلهي»، ذويهم وهم يرقدون جثثا هامدة على أسرة المستشفى بعد نفاد الأكسجين داخل المستشفى.
وبحسب أقارب ضحايا «كوفيد 19»، فإن المشهد المأساوي حدث يوم الجمعة الماضية في نحو الساعة التاسعة مساء، حيث أخبرهم الأطباء بأن إمدادات الأكسجين على وشك النفاد ولا يوجد حل سوى تركهم للموت، وفقا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وقال أهالي المرضى، إنهم كانوا يدفعون ما يصل إلى 1000 جنيه إسترليني يوميًا للحصول على سرير، وإنهم هرعوا إلى المستشفى لكنهم وجدوا أنه أصبح مهجورا، وجناح العناية المركزة مغلقا، ليجدوا أقاربهم قد ماتوا عندما فتحت الأبواب أخيرًا، وكان لابد من استدعاء الشرطة لتهدئة الموقف عندما وجدت العائلات طاقمًا طبيًا مختبئًا في الكافتيريا الخاصة بالمستشفى، وهددوا بمهاجمتهم.
وعلى جانب آخر، صرح ضباط الشرطة بأن المنشأة غير مصرح لها بعلاج مرضى «كوفيد»، ولا يزال التحقيق جاريا.
وتحتوي مستشفى «كريتي» على 50 سريرًا لمرضى كوفيد، ووفقًا للأطباء، فإن أولئك الذين ماتوا تتراوح أعمارهم بين 40 و 80 عامًا.
وأكدت إدارة المستشفى أن الأطباء والموظفين كانوا «يختبئون» مؤقتًا. وقال متحدث باسم المستشفى «في خوف من فقدان حياتهم، كان الأطباء يختبئون في المقصف (الكافتيريا) لتجنب تعرضهم للهجوم من قبل العائلات، ومع ذلك، عاد الأطباء والموظفون إلى العمل بعد وقت قصير من وصول الشرطة».
وقال مدير المستشفى، سواتي راثور، إنه تم تحذير أفراد الأسرة من نقل مرضاهم وسط أزمة الأكسجين، ورغم الطلبات العديدة لم يأتِ أحد قبل وقوع الضحايا.
تعليقات الفيسبوك