زيارة إلى منزل قائد خلية «داعش».. والدته: ابنى برىء وملتزم دينياً.. والأهالى: «صايع» وانضم للسلفيين منذ 5 أعوام
خيم الهدوء على منزل قائد تنظيم داعش بكفر البطيخ فى دمياط بعد أن ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه، وتباينت ردود أفعال أبناء المركز بعدما علموا أن الشاب حمدى سعد فتوح هو ابن بلدتهم، فهناك من صدق الرواية، وهناك من لم يصدق، مشيرين إلى أن المتهم كان مشاغباًً، وأحياناً يحمل السلاح، حتى أطلق عليه لقب «الصايع»، فيما نفت عائلته كافة ما وجه لنجلها من اتهامات، واعتبرتها محض افتراء.
بوجه حزين وملامح غاضبة ودموع منهمرة، جلست والدة حمدى على كرسى خشبى بمدخل المنزل، تبكى حالها، مرددة: «يارب انتقم من الظالم.. ابنى برىء».
وقالت والدة حمدى، السيدة سكينة المتولى يوسف نزهة إن نجلها كان محبوباً من الجميع منذ صباه، ولم يؤذ أحداً، ولم ينتمِ لأى تيار سياسى أو دينى، وحصل على مؤهل متوسط، واضطر لعدم استكمال جيشه بسبب ظروف العائلة الاقتصادية السيئة خاصة بعد وفاة والده الذى كان يعمل سائقاً. وعن سفر نجلها لقطر وليبيا لتنظيم ميليشيات إرهابية معادية للدولة نفت «سكينة»، قائلة: ابنى سافر للإمارات قبل 4 أعوام لمدة 4 شهور للعمل «أسترجى» من أجل تدبير نفقات زواجه، وعاد وتزوج، وأنجب نجله «حمزة» يوم 31 مايو عام 2012م، وسافر مرة أخرى لليبيا 5 أبريل عام 2012م للعمل، بعدما ضاق به الحال هنا، وعاد لمصر فى شهر يناير عام 2014م.
واستكملت حديثها قائلة: «إزاى يكون إرهابى وإحنا عايشين فى بيت بسيط بالدور الأرضى، نافية انتماء نجلها للإخوان أو السلفيين.
وتابعت: «الأمن ألقى القبض على كل الملتزمين، ومن ضمنهم نجلى لكونه كان يربى لحيته، ويوم 2 رمضان الشرطة اقتحمت البيت ساعة الإفطار بحثاً عن نجلى، وبالفعل هرب نجلى خوفاً منهم، حتى تمكنت من القبض عليه من محل عمله بالقاهرة. وقال أحد زملاء قائد خلية داعش، رفض ذكر اسمه لـ«الوطن»: حمدى كان زميل دراستى منذ مرحلة الابتدائى، ولم يكن له أية ميول سياسية، بل كان يتناول المخدرات منذ أن كان صغيراً، وكان غاوى مشاكل، يحمل السلاح دائماً، لدرجة أنه هرب من الجيش، وسمعت أنه سافر قطر وليبيا، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يعمل أى شىء من أجل الفلوس، وقال أحد أبناء القرية، طلب عدم ذكر اسمه: كان صايع وفجأة لقيته ربّى لحيته فى عهد الإخوان. من جهته، قال عوض الحطاب، منسق جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية فى تصريح لـ«الوطن» إن يقظة رجال الشرطة ساهمت فى إحباط المخططات الإرهابية ووجهت لهم ضربة قاصمة بعد ضبط أول خلية لتنظيم داعش يقودها حمدى سعد فتوح، متهماً الجماعة الإسلامية بالوقوف وراء تلك التنظيمات، التى ظهرت بالتزامن مع الإعلان عن تشكيل ما يسمى بالمجلس الثورى بعد نداء طارق الزمر بالتصعيد ضد الدولة وعدم استجابتهم لمبادرة عبود. فيما طالبت القوى السياسية بتشديد الإجراءات الأمنية تحسباً لوجود عناصر أخرى من أفراد التنظيم، واعتبر محمود سمير، منسق حركة ثوار دمياط الجديدة الأحرار، إلقاء القبض على قائد التنظيم، بمثابة ضربة استباقية للخلايا الإرهابية، مطالباً قوات الأمن بالمزيد من الضربات وتكثيف الوجود الأمنى متوقعاً اختباء عناصر أخرى بأماكن تمركز الإرهابية فى البصارطة والخياطة ودمياط الجديدة. وطالب عمار رخا، عضو ائتلاف شباب عزبة البرج بتكثيف الوجود الأمنى لضبط العناصر الإرهابية والإجرامية، خاصة أن عناصر تابعة لتنظيم داعش عادت مؤخراً من سوريا والعراق وما زالوا متخفين، لافتاً إلى أن وجود تلك العناصر يمثل خطراً على الأمن القومى، مطالباً بالتصدى لمثل تلك الأفكار المتطرفة بين الشباب.
وقال «ع.ر»، أحد الأهالى: إن «حمدى» كان شاباً طائشاً يحمل سلاحاً ويتناول المواد المخدرة قبل 7 سنوات، ثم قبل 5 سنوات أبدل البنطال والقميص بجلباب، وأطلق لحيته، وانتمى إلى السلفيين الجهاديين قبل 3 أعوام، وظلت عادته فى حمل السلاح لم تتبدل، ثم سافر لسوريا قبل عام، وعاد لكفر البطيخ بمحافظة دمياط مسقط رأسه بسلاح مطور، وشكل تنظيماً مكوناً من 15 شخصاً يرتدون الجلباب، ويحملون السلاح، ويكفرون من دونهم.
من جانبه، أكد العميد السيد العشماوى، مدير إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن دمياط فى تصريح خاص لـ«الوطن» أن الأجهزة الأمنية طهرت المحافظة من الخلايا الإرهابية، وأنه لا وجود لأى عناصر من خلايا التنظيم الذى شكله المدعو حمدى سعد فتوح.