منفصلات شرعاً ومتزوجات بحكم القانون.. العِند يعلّق مصير السيدات
سيدة: مش عارفة حياتي مع جوزي حلال ولا حرام؟
منفصلات شرعاً ومتزوجات بحكم القانون
«إنتى طالق» عبارة لم تعد صعبة على كثير من الرجال الذين باتوا يتشدقون بهذه الكلمة مع أول خلاف مع الزوجة.. وهى الكلمة التى قال عنها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فى حديثه الشريف: «ثلاثٌ جِدُّهنَّ جِدٌّ، وَهَزلُهُنَّ جِدٌّ: النِّكاحُ، والطَّلاقُ، والرَّجعةُ»، ولأن الكثيرين لا يدركون معناها أو قيمتها، باتت النساء ضحايا للطلاق الشفوى الذى يتعنت الزوج فى إثباته رسمياً أملاً فى أن يزيد من عذاب المرأة.
«ميادة»: «المحامي قال لي لازم يكون فيه شهود على كلامي ومش عارفة أثبت حقي أنا وابني»
4 أشهر من العذاب عاشتها الشابة الثلاثينية «ميادة. ح»، لأن طلاقها من زوجها كان أشد وطأة من قراره بعدم إثبات هذا الطلاق حتى تتمكن من العيش بحريتها، فرغب أن تكون «معلَّقة» ليس لها سند فى وضعها الجديد، فعناد الزوج أدخلها فى دائرة مغلقة تحاول الخروج منها لإثبات انفصالها عن زوجها، منتظرة منه أن يوثِّق طلاقهما بشكل رسمى لتتمكن من ممارسة حياتها الجديدة.
تستيقظ «ميادة» من نومها كل صباح لتبعث رسائل إلى زوجها الذى يعمل خارج البلاد، تطلب منه أن يخبرها بالموعد الذى سينهى فيه إجراءات الطلاق رسمياً بالسجلات القانونية، وقالت لـ«الوطن»: «زوجى ماكانش عايز يصرف على ابنه 5 سنين، ولما سافر يشتغل بره اتقطعت أخباره، وفجأة بعد 4 شهور كلمنى فى التليفون قال لى أنا طلقتك، طلبت منه يبعت ليا ورقة الطلاق رفض، ومن وقتها وأنا مستنية الطلاق الرسمى».
معاناة الزوجة البالغة من العمر 31 سنة، استمرت عدة أشهر سعت فيها إلى كل الجهات فى محاولة لإثبات الطلاق بالطرق القانونية، لكن كل محاولاتها باءت بالفشل، وتابعت: «4 شهور مش عارفة أنا مطلقة ولا لأ، هو عايز يعذبنى وخلاص».
عجزت الزوجة عن إثبات الطلاق فى المحكمة لعدم وجود شهود، وأضافت: «المحامى قال لى علشان أقدر أرفع دعوى طلاق فى المحكمة إنه طلقنى شفوى لازم يكون فيه شهود على كلامى، وللأسف محدش سمعه وهو بيطلق، وبالوضع ده مش عارفة أثبت حقى أنا وابنى».
انتقلت الزوجة للإقامة عند والدتها فى القاهرة لعدم معرفتها بوضعها الشرعى والقانونى، ولجأت لأهل الزوج لتكون محطتها الأخيرة: «طلبت من أهله التدخل، لكنهم رفضوا، وعرفت منهم إنه مابلغش حد من أهله إنه طلقنى، وبحاول أثبت الطلاق ومش عارفة، وهو سافر تانى ومفيش أى حاجة تثبت إنى اطلقت وأنه مش عايش معايا، حتى ابنه لما بيسأل عليه مش بعرف أقول له إيه ولّا أبوه فين، لأنه مبقاش يسأل على ابنه ولا حتى بالتليفون».
«أميرة»: «كل ما اعترض على حاجة يرمي عليا اليمين»
«إنتى طالق»، عبارة حوّلت حياة «أميرة. ف» إلى جحيم، وجعلتها تشعر أن زواجها «حرام»، بعد قرار زوجها طلاقها شفهياً بعد كل خلاف يحدث بينهما، دون مراعاة العِشرة بينهما لعدة سنوات.
العديد من الأزواج يتعاملون مع هذه الجملة باستمرار لإرهاب الزوجة وتخويفها حتى تستمر تحت طاعته، وهذا ما حدث مع «أميرة»، 36 عاماً، التى تعيش فى ضواحى الجيزة، متزوجة ولديها بنت وولد، بدأت تتذكر المعاناة التى عاشتها وتعيشها كل يوم مع زوجها خوفاً من أن ينفذ يمين الطلاق عليها بعد المشاجرات بينهما بشكل شبه يومى فيقول لها حينها: «إنتى طالق»، وبعد أيام قليلة يعود إليها وكأن شيئاً لم يكن.
وقالت «أميرة»، لـ«الوطن»، إن حياتها مع زوجها استمرت 9 سنوات، وكانت نتائج هذه الزيجة إنجاب طفلين؛ «أحمد»، 3 سنوات، و«منة»، 5 سنوات، وعاشت معه متحملة عصبيته لتربية أبنائها الصغار.
فى بداية زواجها كانت الحياة سعيدة فى أول 6 أشهر، ثم تحوّلت إلى معاناة وحزن وضرب فى بعض الأحيان «لأتفه» الأسباب، على حد قولها، مثل تأخيرها فى تحضير الطعام، أو رفع صوتها عليه، نتيجة قيامه بضربها، أو خروجها وتأخرها عن الميعاد المحدد الرجوع فيه.
الطلاق الشفوى عانت منه السيدة الثلاثينية طوال فترة زواجها، قائلة: «لما أعترض على حاجة يرمى عليا يمين الطلاق كل شوية ثم يردد كنت بهزر، أكيد مش هطلقك، ويتكرر الموضوع تانى كل خناقة». «مش عارفة حياتى معاه حلال ولا حرام!»، بهذه الجملة عبّرت «أميرة» عن معاناتها المريرة مع تكرار كلمة الطلاق بين الحين والآخر، وتابعت: «كل ما أطلب منه نطلّق رسمى، يقول لى أنا مش هطلقك أنا بهزر معاكى، لحد ما وصلت لمرحلة إنى كرهت حياتى معاه».
«نجلاء. س»، تحوّلت إلى «كعب داير» على محكمة الأسرة بإمبابة فى محاولة منها لإثبات الطلاق رسمياً، ولكن وجدت نفسها تحتاج إلى شهود لإثبات طلاقها شفهياً، فهى الحالة الوحيدة التى تتمكن من خلالها من إثبات الانفصال.
لم تستمر حياة «نجلاء» الزوجية سوى سنة واحدة، لتكتشف طباع الزوج الصعبة بعد الزواج وعناده المستمر، ومع تكرار الخلافات تحوّل التهديد بالطلاق إلى وسيلته لتهديد الزوجة وإجبارها على الخضوع لرغباته وعدم الاعتراض على أفعاله.
كانت تخاف الزوجة فى البداية على علاقتهما وتهديدات الزوج المستمرة بالطلاق، ولكن مع تكرار الوعيد المستمر لم تعد تخاف من هذه التهديدات، بل وطالبته بأن ينفذ تهديده: «كل شوية يقول لى إنتى طالق، بيتعامل مع كلمة الطلاق إنها لعبة؛ كل ما يتعصب يقولها، ولأنه شخص عنيد دخّلنى فى دوامة إثبات الطلاق مش عارفة أخرج منها».
قرر الزوج، الذى يعمل محاسباً، ترك المنزل شهرين، دون أن تعلم الزوجة طريقه، بعد شعوره بعدم خوفها من تهديداته المستمرة لها بالطلاق، لم تترك شخصاً إلا وسألته عنه ولكن دون جدوى، ليقرر الزوج الانتقام من زوجته وتركها معلَّقة دون أن تعرف وضعها القانونى: «بعت ليا رسالة على الموبايل بيقول فيها أنا كتبت إقرار إنى طلقتك».
دخلت الزوجة فى حالة ذهول من حديث زوجها، وحاولت عدة مرات الاتصال به، لكن محاولاتها انتهت بالفشل وعدم الرد، وتابعت: «حاولت أكلمه من رقمى أفهم منه هو عمل إيه ماردش وعمل ليا بلوك، ولما كلمته من رقم تانى قفل السكة فى وشى، شهور عدت بحاول أثبت الطلاق مش عارفة».
أقامت الزوجة دعوى إثبات طلاق فى المحكمة، وقالت: «أنا دلوقتى متعلقة، مفيش أى حاجة تثبت إنه طلقنى، وسايب البيت، وأنا مش عارفة أنا كده على ذمته ولا خلاص، ومفيش أى شهود على الطلاق، حتى مش عارفة أوصل لمكانه علشان يطلقنى رسمى عند مأذون».