الأطفال في زمن كورونا.. تأثروا صحيًا وتضرروا من الإجراءات
طفلة
أدى تفشي فيروس كورونا في العالم إلى تأثر العديد من الفئات بمستويات مختلفة، وفي مقدمتهم الأطفال خاصة بعد لجوء بعض الدول إلى الإغلاق الشامل أو الجزئي، مثل إغلاق الأماكن الترفيهية والحدائق والشواطئ والمتنزهات، إضافة للمدارس والجامعات.
اليونسكو: ارتفاع عدد الأطفال المتأثرين بإغلاق المدارس
وأشار تقرير نشرته منظمة اليونسكو عبر موقعها الإلكتروني في 8 ديسمبر 2020 إلى ارتفاع عدد الأطفال المتأثرين بإغلاق المدارس بسبب كورونا بنسبة 38% في نوفمبر، ما أثر بشكل كبير على التقدم المحرز في عملية التعلم.
ونستعرض في هذا التقرير آراء أطباء الأطفال والمتخصصين في سلوك الطفل لنوضح مدى تأثر الطفل نفسيا بقرارت الإغلاق خاصة مع حلول الأعياد والمناسبات المختلفة، وكيفية إيجاد بدائل لاستمتاع الطفل بأوقاته دون كلل أو ملل.
وقالت الدكتورة منى الجنزوري، رئيس قسم الأطفال بجامعة عين شمس، إن غلق المتنزهات والحدائق والشواطئ خلال عيد الفطر المبارك، وعدم اصطحابهم في الصلاة للحد من انتشار فيروس كورونا يؤثر سلبيا على الأطفال، لافتة إلى أن عدم خروج الأطفال الفترات الماضية جعلهم يشعرون بخوف من الناس، «حفيدتي مرعوبة من أي حد وخايفة يكون عنده فيروس»، وبالتالي الأطفال يكونون إنطوائيين ويعانون من الخوف الداخلي، ولكن في الحقيقة لا يوجد حل غير إغلاق أماكن التجمعات لمنع الاختلاط وهي خطوة جيدة من الدولة.
وأضافت لـ «الوطن» أن الموجة الثالثة شرسة للغاية، وتصيب الأطفال بنسبة كبيرة، وهناك حالات تصاب بالتهاب رئوي والتهاب في القلب والتهاب في أعضاء الجسم المختلفة نتيجة إصابة الأطفال بكورونا، إضافة لإصابتهم بمرض مناعي.
وأشارت إلى أنه يمكن للأمهات إيجاد طرق بديلة لعدم تضرر الأطفال نتيجة الإغلاق، بحيث تجلس معهم في أوقات طويلة، ويمكن للعائلات غير المصابة بكورونا وتم تطعيمها بلقاء بعضهم في حدائق مفتوحة غير مزدحمة، وارتدائهم الكمامات، ويكون هناك تباعد بينهم.
وأوضحت أنه من ضمن الطرق البديلة لإسعاد الأطفال في وقت العيد قراءة القصص وتشغيل الموسيقى المبهجة، متابعة: «لازم الأهالي تكون حريصة، وميقفلوش عليهم قفلة شديدة، هي فترة شهر وهتعدي».
ارتفاع الاضطرابات السلوكية للأطفال بسبب كورونا
من جانبه قال الدكتور إيهاب عيد، أستاذ الصحة العامة والطب السلوكي رئيس قسم الدراسات الطبية بكلية الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس، إن الاضطرابات السلوكية المصاحبة للأطفال نتيجة لغلق الأماكن الترفيهية مثل الحدائق والمتنزهات بسبب كورونا ارتفعت إلى حد ما، والآباء والأمهات لا يعرفون أضرارها وضاقوا ذرعا من أبنائهم، وبدأ أن يكون هناك ما يسميها بـ «6 موبقات» موجودة في البيوت تتضمن أخطاء الوالدين التي تحدث للتعامل مع الأطفال، وهي الضرب والصياح والسب والانتقاد المستمر والتهديد المستمر والمقارنة ما بين الأطفال وسلوكياتهم وأدائهم الدارسي.
وأضاف في تصريح لـ«الوطن» أن هذه السلوكيات زادت وبالتالي ظهرت مشاكل واضطرابات سلوكية لدى الأطفال في صورة عِند وعصبية زائدة ومشاكلات ما بين الأطفال، كما يوجد سلوك للطفل المنطوي نسبيا عندما يجد الأب أو الأم في حالة عصبية، فينسحب الطفل ليتجه لإدمان الإنترنت سواء من خلال الألعاب الإلكترونية أو اليوتيوب والتي بدورها نقلت سلوكيات غير جيدة مثل الإلحاد، مشيرا إلى أن هناك قلة من الآباء الذين انتهزوا فترة الإغلاق للجلوس مع أولادهم ما أدى لتحسن العلاقات بين الجانبين.
وبالنسبة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة الذين لديهم تأخر في اللغة أو توحد، زادت الأعراض الذاتوية التوحدية لديهم بسبب العزل، حيث يتأخر نطقه، ويكون هناك حركات نمطية وتكرارية وهيبرية أكثر، وهذا ينطبق أيضا للأطفال الذين يعانون من نقص التركيز وفرط حركة كانوا مصدر تعب للآباء والأمهات نتيجة للجلوس في مكان محدود وعدم الذهاب خارج المنزل.
تشوهات جنينية ناتجة عن تحورات كورونا لم تكن موجودة من قبل
وأوضح أن البيوت التي مساحتها صغيرة يكون حجم مشاكلها السلوكية أكبر مقارنة بالفلل أو المنازل التي بها حدائق أو امتدادات في المساحة لأنهم يجلسون على راحتهم، كما أن حجم المشكلات السلوكية يقل في المنازل التي بها مربية للأطفال عن غيرها نسبيا لأنها تلعب مع الطفل دون الاحتكاك بالوالدين، وبالتالي لا تظهر مشكلات بين الأب والأم والأولاد.
ولفت أن تحور فيروس كورونا يؤثر نسبيا على السيدات الحوامل، حيث وجد أطباء الأطفال أن هناك نسبة من التشوهات الجنينية جديدة، ولم تكن موجودة من قبل ولم تذكر حتى في كتب طب الأطفال، «شوفت بعض الأطفال عندهم حواجز أنفية وعدم وجود رحم في بطن الطفلة المولودة»، مؤكدا أن نسبة الوفيات ليست مرتفعة ومازال عدد الأطفال أقل تأثرا من الكبار، وهذا يعذى بأن الأطفال لا تحتك بالعالم الخارجي إلا فقط بأهاليها.