رغم كل التحديات التى مرت بها المنطقة العربية خلال السنوات الماضية، لم ينسَ الشعب العربى من المحيط إلى الخليج قضيته الأم.. قضية فلسطين، كما يتذكر دائماً أن العدو الرئيسى له هو العدو الإسرائيلى، حتى إن تشابكت الأحداث فى أوقات ما وأفرزت عدواً آخر فإنه يظل عدواً ثانوياً لا يقارن بالعدو الرئيسى.
هذا العداء الرئيسى لا يمكن محوه أو تجاوزه بجرة قلم تتذيل اتفاقية سلام تستهدف بشكل أو آخر ما يسمونه بالتطبيع الذى هو أبعد ما يكون، طالما تمسك العدو باحتلال الأرض، ومارس سياسة التطهير العرقى تجاه الأشقاء فى فلسطين.
«عنصرية إسرائيل».. تحت هذا العنوان وضع الدكتور إسرائيل شاحاك، الذى عاش وسط المجتمع الصهيونى فى فلسطين خلال القرن الماضى، ودرس فى ثانوية «هرزليا» العبرية فى تل أبيب، ثم أكمل خدمته فى الجيش من عام 1951 إلى 1953م، بعدها درس الكيمياء العضوية فى جامعة القدس حتى حصل على الدكتوراه فى عام 1963م، ثم رحل إلى كاليفورنيا فى الولايات المتحدة، وقام بدراسات إضافية فى مجال تخصّصه فى جامعة ستانفورد، وبعد عودته قام بالتدريس فى جامعة القدس منذ عام 1973.
تكلَّم الرجل عن الكيان الصهيونى، انطلاقاً من رؤيته عن قُرب لهذا المجتمع على صورته الحقيقية أفراداً وأحزاباً وحكومة وشعباً، صورة تضعه حتماً فى خط لا يقل وحشية عن نازية هتلر.
فى التوراة «إنك يا إسرائيل شعبٌ مُقدَّس للرب إلهك... إياك قد اختار إلهك لتكون شعباً أخصَّ عن جميع الشعوب الذين على وجه الأرض».
وفى التلمود «أن الإسرائيلى معتبرٌ عند الله أكثر من الملائكة، وأنَّ اليهودى جزء من الله فإذا ضرب أمىٌّ إسرائيلياً فكأنه ضرب العِزة الإلهية؟ والفرق بين درجة الإنسان والحيوان هو بقدر الفرق بين اليهودى وغير اليهودى؟ ولليهودى فى الأعياد أن يُطعِمَ الكلبَ وليس له أن يُطعِمَ غير اليهودى والشعب المختار هم اليهود فقط».
من خلال هذه النصوص الدينية وغيرها كثير، نظر اليهودُ للعالم وتعاملوا معه.
فى كتاب «حاتانيا» ذلك المرجع الأصولى الشهير لحركة «حباد»، أحد أهم فروع حركة «حاسيديم» اليهودية «إن كُلَّ غير اليهود مخلوقات شيطانية ليس بداخلها أى شىءٍ جيد على الإطلاق، حتى الجنين غير اليهودى يختلف نوعياً عن الجنين اليهودى، كما أن وجود غير اليهودى مسألة غير جوهرية فى الكون، فقد نشأ كل الخلق من أجل اليهود فقط».
انطلاقاً من النصوص السابقة وغيرها، سنّت حكومات الاحتلال الكثير من القوانين العنصرية، التى تشجّع هجرة اليهود إلى فلسطين المحتلة، مثل قانون القومية اليهودية، وقانون أملاك الغائبين وقانون «أساس أراضى إسرائيل»، و«قانون العودة» الصادر عام 1950 وينص على «أنه يحق لكل يهودى أن يهاجر إلى فلسطين»، وغيرها من القوانين التى تقوم على أساس الفصل بين اليهود والعرب فى الأراضى المحتلة، لضمان إمكانية التوسّع فى الاستيلاء على الأراضى، وتسكين اليهود، والتضييق على العرب ومصادرة أراضيهم، لدفعهم إلى مغادرة بلادهم.
وللحديث بقية..