بكلمات مقتضبة وضغطة زر.. بإمكانك تحليل شخصيتك، التحكم فى انفعالاتك، اتخاذ قرارات مهمة فى حياتك، ومعرفة آراء الآخرين عنك، دون الحاجة إلى اللجوء لمتخصصين وطرق أبواب العيادات النفسية، من خلال تطبيقات إلكترونية تظهر وتنتشر بشكل متسارع فى الآونة الأخيرة، عبر الهواتف المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعى.
تطبيقات ظاهرها الترفيه، لكنها قد تحمل أغراضاً أخرى حذر منها الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى: «ساذج من يظن أنها تطبيقات بريئة ترفيهية»، موضحاً أن تلك النوعية من التطبيقات يعدها ويطلقها متخصصون على أعلى درجة من الخبرة والاحترافية فيما يتعلق بعلم النفس، بهدف التعرف على اتجاهات الشعوب والتأثير عليها وتوجيهها إلى اتجاه معين بصورة غامضة، لأسباب مختلفة منها التأليب بين أفراد المجتمع نفسه وبين الشعوب والقيادات، وتهييج الرأى العام.
«الأجهزة المخابراتية كانت تقوم بنفس الهدف وتلك المهام، وتنفق ملايين الدولارات عليها، أما الآن فتقوم بها من البيت وبضغطة زر، بتكاليف ومجهود أقل، بواسطة متخصصين يدرسون سيكولوجية الشعوب لمعرفة اتجاهات الرأى العام، وتوجيهه بصورة معينة من خلال التطبيقات الإلكترونية»، بحسب «فرويز».
يلجأ إلى تلك التطبيقات، بل ويدمنها، الأشخاص أصحاب الشخصيات المهزوزة، الذين لا يتمتعون بالثقة فى النفس، وفقاً لاستشارى الطب النفسى، فهم غير قادرين على المواجهة ويفضلون التخفى وراء شاشات الكمبيوتر والهواتف، مشيراً إلى أن بعض التطبيقات والمجموعات الإلكترونية، التى تسمح باستعراض المشكلات الشخصية، تسببت فى مشكلات كبيرة، مثل الطلاق والخيانة الزوجية، الفشل فى العمل، الخلافات الأسرية وتعاطى المخدرات.
«بعض التطبيقات تحمل الشر لكثير من المواطنين، أنا كطبيب نفسى أرى المشكلات من الداخل، ويتردد علىّ أشخاص، سيدات تحديداً حياتهن دمرت بسبب جلسة صراحة أو تطبيقات من هذا النوع»، يقولها «فرويز»، مؤكداً أن أشخاصاً غير مؤهلين، لا علاقة لهم بالطب النفسى، ينتحلون صفة أطباء وإخصائيين أو حتى متخصصين فى أى مجال ويوجهون المواطنين عن جهل: «اختبارات تحليل الشخصية على سبيل المثال، لا بد أن يجريها متخصص بتوجيه 366 سؤالاً للشخص للتعرف على ملامح شخصيته، وبأسئلة علمية معينة وليست عشوائية، وهو غير مطبق فى كثير من التطبيقات».
تعليقات الفيسبوك