على طريقة منتظر الزيدى العراقى (صاحب جزمة بوش)، توكل مواطن على الله وخلع حذاءه وقذف به المرشح أحمد شفيق خلال المؤتمر الجماهيرى الذى عقده بأسوان. وحاول الفريق إطفاء المفاجأة بـ«ورنشة» الحاضرين بعبارة «الاختلاف فى الرأى لايفسد للود قضية»، لكن الورنيش منفعش لأنه كان بُنيّاً و«الجزمة» كانت سودة! والدليل على ذلك أن الفريق قوبل وأنصاره فى اليوم التالى بهجوم مشابه فى نقابة الصحفيين، الأمر الذى يؤكد أن «الفريق» لم يستطع «إطفاء» نار الأحذية الطائشة بعد أن فشل فى «تلميعها» بالطرق «الفلولية» «المعتادة».
أتصور أن الأفضل للمرشحين من «طايفة المعمار» -ممن ساهموا فى بناء المطار- ألا يستهلكوا وقتهم فى الحملات الانتخابية، وأن يكرسوا جهدهم لخوض تدريبات شاقة على أسلوب تفادى «الجزم» و«البُلغ» و«الصُرم» وغيرها من صنوف «المراكيب» الشائعة فى مصر. وقد يكون من المفيد جدا فى هذا المقام الاستعانة بمدرب أجنبى، أقترح عليهم أن يكون الرئيس الأمريكى السابق المتقاعد «بوش الابن»، فهو راجل فاضى مش مرتبط بشغلة ولا مشغلة هذه الأيام، كما أنه -وذلك هو الأهم- من أشهر الكُبارات الذين ضُربوا بالجزم. وقد أشرت فى بداية كلامى إلى «منتظر الزيدى» الذى رقع «بوش» جوز جزمة استطاع الأخير أن يفلت منهما فردة فردة برشاقة يحسد عليها وشهد لها العالم. وواضح أن الأمر لم يأت من فراغ، وأن المسألة ترتبط فى الأساس بالتدريب على كيفية تفادى هجوم الجزم. وقد شاء الله أن تكون الدنيا زحاما فى واقعة «حذاء شفيق»، الأمر الذى حال دون أن تصل الطلقة «الحذائية» إليه، لكن مش كل مرة تسلم «الجرة». والأفضل أن يخضع الرئيس الجديد لتدريب شاق وقاس على كيفية تفادى الجزم التى يمكن أن تنهال عليه من جانب معارضيه، خصوصاً أن كثيرا من الشعب المصرى بعد الثورة أصبح شايل سيفه، وهو «المركوب»، ليضرب به بعنترية كل من يرفض سمعان كلامه.
زمان كان أهل مصر من الصعايدة يطلقون على الحذاء «السلاح الأحمر»، وما أكثر ما استخدموه فى عراكاتهم، والفارق بالطبع بين كل من السلاح الأحمر والسلاح الأبيض كبير، فالمركوب أو الجزمة أو السلاح الأحمر ليس مجرد أداة للصفع أو الإيذاء الجسدى، بل هو تعبير عن الرغبة فى إهانة خصم، سواء ضرب به «الفرد» أو لم يضرب، وقد رفع أهل التحرير الأحذية والشباشب والمراكيب ليلة الحادى عشر من فبراير، ولم تمض ساعات إلا وقال المخلوع «يا فكيك»!
إذن التدريب أصبح فريضة واجبة على كل مرشح، خصوصاً من الفلوليين. فليس من المعقول أن نستيقظ كل صبح على أزمة ملهاش لزمة بسبب فردة جزمة!