«محمد» عمره 13 عاما يدرس ويرعى أسرته بعد وفاة والده: «قد المسئولية»
في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال
الطفل محمد يدرس ويعمل لرعاية أسرته
يستيقظ الطفل محمد عبدالحميد، 13 عاماً، فى الخامسة صباحاً، يصلى الفجر ويتناول إفطاره، يحمل أدواته ويذهب للحقل الزراعي مع أقرانه، فما بين ليلة وضحاها، وجد نفسه مسئولاً عن والدته وشقيقاته الـ3 عقب وفاة والده، الذي كان يعمل سائقاً على مركبة الـ« التوك توك»، تحمل الطفل مسئولية الإنفاق على أسرته، ويحاول جمع مبلغ مالي بعد كل يوم عمل شاق لتجهيز إحدى شقيقاته لإتمام زفافها، ولم يجد وقتاً للتمتع بطفولته.
نحو 7 أعوام قضاهم الطفل محمد، متنقلاً بين الحقول الزراعية للحصول على «اليومية»، في محاولة منه لتوفير نفقات أسرته، مايهون عليه هو حصوله على مبلغ مالي في نهاية كل يوم، وعلى الرغم من عمله إلا أنه كان يذاكر دروسه واستطاع إتمام امتحانات الصف الثاني الإعدادي، كان الطفل يعمل خلال إجازة الصيف فقط بعد الانتهاء من دراسته، لكن الوباء العالمي فيروس كورونا، دفعه للخروج للعمل مبكراً فعاصر تجهيز وحرث الأرض الزراعية ثم زراعة محصولي «القطن والأزر»، باعتبارهما محصولان استراتيجيان بالنسبة لعدد من المحافظات، ليكون شاهداً على نموهما منذ اللحظات الأولى.
بنظرة طفولية وخطوات ثابتة، يسير الطفل محمد، نحو الأرض الزراعية، حيث يبدأ مهام عمله، بتجهيز معداته، يقوم بري الحقل وتسميده بالمبيدات الزراعية، في عملية شاقة تأخذ وقتاً طويلاً من الطفل، لكن يتلاشى تعبه عقب حصوله على أجرته «اليومية»، التي يستطيع معها توفير حياة كريمة لأسرته، بعد تعطل المصانع والأنشطة الحرفية، كما أنه يعمل ببعض الحرف الآخرى كعامل في المصانع المختلفة والورش، «لما بجيب يومية بحس أن تعب اليوم راح خلاص، طالما قادر أصرف على أمي وإخواتي».
يقول الطفل، «أنا سعيد جداً بعملي، فأنا وجدت نفسي أمام مسئولية أسرة كاملة بعد وفاة والدي، فقررت أن أكون رجلاً على قدرها، أحافظ على والدتي وشقيقاتي، فبدأت العمل باليومية في الحقول الزراعية، تعلمت الكثير من الدروس، عرفت قيمة الأرض والزرع، تعلمت كيف أكون صلباً، أعمل لأن العمل ليساً عيباً، أكسب قوت يومي بعرق جبينى، لا أمد يدي لأحد ما دمت قادراً على العمل والعطاء، أستيقظ مبكراً، أصلي وأتناول الإفطار، ثم أحمل كيساً بلاستيكياً به أدواتي، أتوجه للأرض الزراعية، لأرعاها، فالمحصول كالطفل، يحتاج لرعاية كاملة لنموه، وأنا فخور بهذا العمل».
يقف الطفل واثقاً من نفسه وسط الحقل الزراعي، يؤمن أن العمل ليس عيباً، على الرغم من حصول والدته على منحة اقرها رئيس الجمهورية، بعد انتشار كورونا، حيث تقدر بـ500 جنيه للأسرة، بجانب حصول أسرته على معاش تكافل وكرامة بنحو 500 جنيه، إلا أن الطفل يرى أن عمله يزيد من فرص دخله، ليستطيع توفير نفقات تجهيز شقيقته، «بساعد أهلي علشان أنا العائل، والحمدلله بقدر أكون قد المسئولية والشغل مش عيب».
وبحسب منظمة العمل الدولية، فإن هناك نحو 215 مليون طفل دون سن 18 عاماً يعملون لساعات طويلة في جميع أنحاء العالم، يستوجب حمايتهم والحفاظ عليهم، وهذا ما تحاول فعله الحكومات المختلفة، وذلك في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال.